"بلكونة" الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة الصغيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!، كتابنا اليوم هو رواية "العطر" لباتريك زوسكند، ترجمة كاميران حوج، منشورات الجمل، والمقتطفات من الطبعة الثانية:
ـ غرور:
وَسْوَسَ له أنه غَلَب، ما أدّى لأن يصبح خِطَابه بنهايته مُجرّد منبريّة طنّانة!.
ـ الفنان:
طموحه ليس كسب النقود بفنّه، كما لا يريد أن يعيش منه إذا وجد إمكانيّة أخرى!، كل ما يبغيه هو التعبير عن داخله ولا شيء آخر، عن داخله الذي يعتبره أروع ما يقدّمه للعالم الخارجي!.
ـ نقص وقصور:
.. فلُغَتنا لا تكفي لوصف العالَم المَشْمُوم!.
ـ هيلمان العطر:
قد يستطيع الناس أن يُغمضوا عيونهم في وجه العَظَمَة، في وجه الرُّعب، في وجه الجَمال، وأن يُغلقوا آذانهم أمام الألحان أو الكلمات الخَلّابة، غير أنهم لا يستطيعون النّفاذ من الرائحة!، فالرائحة شقيقة التّنفّس!.
ـ وصْل وقَطْع:
الفن الأعظم يكمن في إرخاء الأغلال بحيث تحافظ الرائحة المربوطة على حرّيتها الكاملة ظاهريّاً، وشَدَّها بحيث لا تتمكّن من الفِرار!.
ـ قصّة طويلة:
.. ثمّ غابت أطول ممّا انتظر بمقدار خَفْقَتَيْ قلب، قبل أن تظهر من جديد، فشعر بخوف قاتل، ظانّاً طوال خَفْقَتَيّ قلب، أنه فقدها إلى الأبد!.
ـ هيجان صامت:
لم يستطع إطلاق صرخة، فقد كان هيجانه كبيراً على الصّراخ!.
ـ شرف المهنة:
من غير اللائق أن ينام أثناء العمل، حتّى لو كان العمل انتظاراً!.
ـ الفن عطر.. والحب عطر:
العطر يحيا حياته، له شبابه، رُشْده وهرَمه، وفقط إذا بَعَثَ في المراحل الثلاثة، الرّائحة الطّيّبة نفسها، يمكن عندها وصفه بالمُوَفَّق!.
ـ تأنيب ضمير:
يا للحرج الذي يشعر به الرجل القويم وهو يجد نفسه مضطّراً لاتّخاذ سبيل مُتعرِّج!.
ـ الصبر:
العسر واليسر من الله، لكنه لا يريدنا أن ننوح ونعول في العسر، بل أن نحتفظ برجولتنا!.
ـ لكتابة قصيدة عِطر:
عليه أن يقيس، أن يَزِن، ويدوِّن، وأن يركّز انتباهه، فأصغر خطأ، كارتعاش القطّارة، كالخطأ في عدد القطرات، قد يُفسد كل العمل!.
ـ جزاء سنمار:
نُدرةٌ من البشر يُلهِمونَ الحبّ، وهؤلاء سيكونون ضحاياه!.
ـ انتظار المُبدع:
لم يكن انتظاره انتظاراً مُصْمَتاً للذهاب أو متشوّقاً للإياب!، إنما انتظاراً مُرافِقاً، ذا قِيمة، انتظاراً فعّالاً بمعنى ما، شيء ما كان يتفاعل خلال هذا الانتظار: الجوهريّ كان يتفاعل وإن لم يكن هو الفاعل، فإن التفاعل يتم عَبْره!.
ـ الحكاية:
لقد أدّى ما عليه بحسب كل قواعد الفن، وكما يحدث له غالباً، فَشل!، انتهى الموضوع!.
