"على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم".. مطلع رائعة "المتنبي" الذي يجسد اليوم واقع القمّة الخليجية الإسلامية الأمريكية التي اختتمت في الرياض بنجاح أبهر فيه "ملك العزم" كل العالم، حين استطاع أن يجمع شتات العالم الإسلامي وينجح في توحيد صفهم ضدّ الإرهاب والتطرّف، ويجعل قادة العالم يجرّمون "إيران" والأحزاب التابعة لها، بعد أن اختار لهذه القمة شعاراً لم تملك معه الخارجية الأمريكية إلا أن تستأذن باستخدامه في حملاتها المقبلة، لأنه يختصر الكثير من المعاني في كلمتين هما "العزم يجمعنا".
ولأن "المتنبي" شاعر خارق للعادة، فإنه استطاع في بيت من هذه القصيدة التي قالها قبل أكثر من ألف سنة أن يصف "الملك سلمان" حين قال: "ولست مليكاً هازماً لنظيره ولكنك التوحيد للشرك هازمُ" وكأنه يرى "ملك الحزم والعزم" الذي استطاع أن يصنع معجزةً سياسية أقنعت الرئيس الأمريكي "ترامب" باتخاذ قرار غير مسبوق بأن تكون زيارته الأولى خارج الولايات المتحدة الأمريكية للمملكة العربية السعودية، التي جمعت العالم تحت شعار "العزم يجمعنا".
وأختم بقول "المتنبي":"ألا أيها السيف الذي ليس مغمداً ولا فيه مرتاب ولا منه عاصمُ" حيث شبّه ملكنا الصارم بالسيف وهو يقدّم في "قمّة الرياض" دروساً في الحنكة والحكمة والحزم موجهاً رسالة للعالم بأن "العزم يجمعنا".
تغريدة tweet:
وكعاشق للشعر والرياضة، وجدت في ذات القصيدة أبياتاً تحاكي واقعنا الرياضي اليوم، فحين قال "المتنبي": "وتكبر في عين الصغار صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم" صوّر حال الرياضيين وطموحاتهم المختلفة، ففي الوقت الذي حقق فيه "مانشستر يونايتد" لقبي السوبر وكأس الرابطة ويلعب الليلة نهائي الدوري الأوروبي، يرى محبوه أنه موسم رابع دون الطموح منذ رحيل المدرب الخبير "فيرجسون" بينما تحتفل أندية أخرى بحصولها على مركز يؤهلها لتلك البطولة، وكأن "المتنبي" يعيد شرح "هرم ماسلو" المكوّن من خمسة مستويات تمثل الحاجات الإنسانية التي يسعى البشر لتحقيقها، فيتشابهون في المستويات الأربعة الأولى ويختلفون في قمّة الهرم، حيث "تحقيق الذات" فيعيدنا لمطلع القصيدة.
وعندما وصف "المتنبي" بقوله: "تمرُ بك الأبطال كلمى هزيمة ووجهك وضّاح وثغرك باسمُ" كان يصف "رونالدو" الذي أصبح البطل الوحيد في الساحة ينافس نفسه ويحطم الأرقام التي حطمها، فيرفع سقف التحدي مرة بعد أخرى، فيقول "هل من مبارز؟" ولا يجد من يضاهيه بالعزم والعزيمة التي تجعله يواصل التدريب والتطوّر مواسم متتالية، في ظاهرة جعلت منه نموذجاً للرياضي المتكامل أو كما يسمى بالإنجليزية "The Complete Article" وعلى منصات روائع المتنبي نلتقي.
