|


فهد عافت
كريستيانو رونالدو.. ليس أسطورة!
2017-05-24

ـ في البرتغال، سجّلوا مطاراً باسمه، جزاء عدل: إن شئت أن ترتفع عالياً من أرض البرتغال فالتذكرة السحرية لديه!.

 

ـ قد تكون موهبته أقل من غيره، أتحدث عن كل أجيال كرة القدم، غير أنه ما مِن أحد أكثر منه سطوةً في الملعب!.

 

ـ منذ زمن طويل في حسابات كرة القدم، تجاوز مرحلة أن يكون مخيفاً، وانتقل إلى مكانة أعلى، صار مَهِيباً ومُهَاباً، والمَهيب يخلط الخوف منه بالإعجاب به!، لا يكاد يخسر شيئاً: حب جماهيره له يتناسب طرديّاً مع تقدير جماهير منافسيه له!.

 

ـ جماهير الأندية المنافسة، وليس فيها من لم يتضرر منه أضراراً بليغة، لا تحب عمل رونالدو وتتمنى لإنجازاته أن تتوقّف، لكن ليس فيها من لا يحلم بلاعب مثله في أنديتها، إنهم لا يكرهونه، يكرهون ما يفعله بهم!، ولأنهم يعرفون أن ذلك الكُرْه كان يمكن له أن ينقلب محبةً خالصة مضاعفة فيما لو كان لهم ومعهم، فإنهم يكرهون كرههم له!.

 

ـ يكرهون شيئاً آخر فيه، كريستيانو رونالدو لا ينتصر عليهم في الحقيقة والواقع فقط، بل حتى في الحُلم والخيال أيضاً: يحلمون بلاعب مثله في نفس الوقت الذي يعرفون أنه ليس هناك مثله!، وهو كلما تقدّم في إنجاز جديد، جعل من يقينهم هذا أكثر رسوخاً!.

 

ـ أهم ما في هذا البرتغالي المَهيب، أنه ليس أسطورة!، ذلك أن الأسطورة قليل من الحقيقة وكثير من الوهم!، الأسطورة كائن ليس للعقل منه إلا ذيله!، أمّا الرأس وما فيه والجسم وما فيه، فكلّها من صناعة القلب والعاطفة والحاجة والمُكابَرة والخرافة!.

 

ـ لا يمكن لك في كرة القدم أن تتحدث عن لاعب، باعتباره أسطورة، دون كثير من العاطفة، وقليل من الأرقام!، ستقول كان ملهماً، ويمكن للآخر أن يعترض، إذ أن "ملهماً" لا يمكن تحويلها في نهاية الأمر إلى رقم!، وستقول كان مبهراً، وممتعاً، ويحسن التصرف، وكلام طويل عريض، والنتيجة ذاتها: كل ما لا يمكن تحويله إلى أرقام، أو معادلة رياضية، ليس علماً!، وما ليس علماً، حتى حين يدخل العقل، فإنه يدخله كضيف وليس كصاحب دار!.

 

ـ كريستيانو رونالدو ليس أسطورة، لأنه لم يكن بحاجة لخيالات وعاطفة، إنجازاته تنتمي إلى الحقيقة، إلى الأرقام، إلى ما لا يمكنك الاعتراض عليه أو التشكيك فيه!.

 

ـ أسطورة رونالدو أنه كسر الأسطورة!، وأطعم رغيف خبزها، للحقيقة الجائعة!.