ـ إيقاع الحياة صار أسرع مما كان في أي وقت سابق، أسرع ويتسارع كل لحظة، ولن ينتظر أحدًا، إمّا مجاراته واللحاق به، والركض معه والتقدّم عليه إن أمكن، وإمّا الفناء في نار الجهل.
ـ وما هو الجهل: إنه الاكتفاء بمعارف سابقة عن معارف لاحقة!.
ـ الجهل هو عدم طلب المزيد من العِلْم والمعرفة!.
ـ وما هي الغطرسة: إنها الجهل حين يتضخّم ويصيبه الكِبْر والغرور، فيبدأ بتأليف زيف ويتعامل معه كحقيقة، زيف يرى من خلاله صراعًا وحربًا بين ما هو سابق من العلم، وبين ما هو لاحق من العلم!.
ـ يعمي الله بصيرة المتغطرس الجاهل عن أبسط وأوضح حقيقة: العلوم والمعارف والفنون والآداب تتآزر، ويُكمل بعضها بعضًا!.
ـ "أكبر منك بيوم، أعرف منك بسنة"، كانت حقيقة إلى وقت طويل جدًّا، صلحت وكأنها عقيدة في حياة الإنسان البدائي، غير أنها كحكمة وقانون طبيعي، وُجِدَتْ لتَركض نحو فنائها!،
ظلّ ركضها بطيئًا، لا يكاد يُشهَد، في أزمنة إنسان الصيد والزرع، لكنه في زمن الصناعة، قفز قفزته الهائلة الأولى!، بقيَت المقولة، لكنها لم تعد حقيقة غير قابلة للجدل، ولا طبيعة غير مُتَشكَّك فيها!.
ـ معلومات من كتاب ذكاء المبتدئين لمؤلفه ليز وايزمان:
يتضاعف الكم الإجمالي للمعلومات كل سنة ونصف!، البيانات البيولوجيّة تتضاعف كل تسعة أشهر!، مجالات الطب والدواء كل سنتين!، وما رُفِع من الفيديوهات إلى موقع اليوتيوب في شهرين أكثر مما أنتجته تلفزيونات أمريكا في ستين سنة!.
ـ اليوم، كل ما يمكنه للأقدم سنًّا، والأكثر خبرةً، هو تقديم الدعم والمساندة، وليس المعلومات والأفكار!.
ـ الذي عاد إلى مكانه، هو العمل الجماعي!.
ـ بدأ إنسان الغابة والحجر عمله جماعيًّا، ليتسيّد المكان، وبعد أن تسيّده، تقلّصت الروح الجماعيّة شيئًا فشيئًا، ثم جاء آينشتاين وصدم العالم بأن الإنسان مخطئ، وأنه لم يتسيّد المكان بعد، ثمّة حقيقة كانت مدسوسة أربكت المعادلة، كشفها الداهية: الزمان بُعْد رابع للمكان، ومن يومها عاد الإنسان مجبرًا للعمل الجماعي مرّة أخرى، ولم يتبق له من الفرديّة غير ما يتيحه الفن والأدب إنجازًا وتلقيًا!.