|


وحيد بغدادي
يوميات صائم.. ومستقبل "الاتحاد"!!
2017-05-29

 

ما إن اقترب شهر رمضان، حتى انطلق الناس للأسواق من كل حدب وصوب؛ بحثاً عن كل ما لذ وطاب، والعربات محملة بالأطعمة، "وكأننا مقبلون على مجاعة".. الزحام شديد والمتسوقون في المتاجر كالنمل.. في هذا الشهر تختلف المقادير وأنواع الأطعمة، وطريقة التعاطي مع الشهر الكريم.. حجم النفقات التي صرفت في يومين قبل رمضان بالمليارات، وبزيادة نسبة إنفاق تجاوزت 150% عن الوضع المعتاد!! التبذير والإسراف من الذنوب العظيمة، وفيها إهدار لنِعَم الله قال تعالى: "وَكُلُوا وَاشْرَ‌بُوا وَلَا تُسْرِ‌فُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِ‌فِينَ".. رمضان شهر التقوى والبِر والإحسان والرحمة والمغفرة، إلا أننا نبالغ في الإسراف والتبذير بخلاف باقي شهور السنة، وكأن رمضان موسم للأكل وموائد الطعام، فيأكلون القليل ويرمون الكثير في حاويات القمامة.. فيما تعاني العديد من الأسر المسلمة من الجوع، ولا تجد من يعطف عليها.. علينا أن نفهم المقصد من الصيام لتطهير النفس وتدريبها على الصبر والاقتداء برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي قال: "ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، حسب ابن آدم لقيمات يقمن بها صلبه، فإن كان فاعلاً لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفَسه".

 

للأسف رمضان سيمضي سريعاً والبعض لا يزال يتكاسل بالأعمال الصالحة.. أغلب النساء أضاعوا نهارهم وليلهم ما بين المطابخ والأسواق ومتابعة المسلسلات، وكأنه شهر للتسوق والطبخ والترفيه.. فيما كان بعض الرجال يعبر عن جوعه ورغبته بتناول الطعام بتعطيل معاملات الناس وأعمالهم ومصالحهم، والتقاعس عن أداء واجباته.. بل إن بعضهم يتحايل ولا يحضر لدوامه متجاهلاً أن الرقيب هو رب العالمين.. وإذا ما حضر فإنه يقابل الناس بوجه عبوس يتطاير الشر منه!! وعند الخروج من الدوام تشاهد أنواع السباقات.. بل إن المقاطع التي رأيناها في الأيام الماضية لبعض الحوادث المروعة، والتي نتجت عنها إصابات ووفيات بسبب عناد بعض الأشخاص ورعونة قيادتهم للمركبات، متجاهلين الأرواح البشرية على الطريق.. للأسف بات شهر الصوم "رمضان" هو المتهم الرئيسي لجميع تصرفاتنا الخاطئة هذه الأيام.. ولا نقول إلا: "ظلمناك.. يا رمضان".

 

فيما تتسابق القنوات الفضائية سنوياً في رمضان تحديداً بضخ مئات الملايين لإنتاج أضخم وأكبر الأعمال الدرامية والمسلسلات والبرامج والمسابقات خلال هذا الشهر الكريم.. في سباق محموم "لتعويض غياب تصفيد الشياطين"؛ لإلهاء وصرف المشاهد خلال ساعات الصيام نهاراً وأوقات القيام ليلاً، لتكون حصيلة الصائم آخر الشهر هي مجرد أحاسيس وهمية ومشاعر مختلطة من الدراما والقصص التي قد تنعكس على مجتمعنا سلباً؛ لما تبثه من سموم فكرية.. المضحك أن بعض المسلسلات لم تقدم الجديد سوى التكرار، وباتت في كل عام تقدم جزءاً جديداً لا يختلف كثيراً عن سابقيه.. وأمام جميع ما يقدم من إسفاف وضياع أوقات للصائمين من مسلسلات وبرامج تكفي لملء الشاشات العربية عند إعادة بث هذه البرامج تلفزيونياً من جديد ولسنوات قادمة.. يعتبر المسلسل الرمضاني الأميز والأكثر إثارة هو مسلسل نادي #الاتحاد في رمضان.. للأسف ما يحدث لنادي الاتحاد من تسويف وتأجيل وتعقيد فيما يتعلق بحسم ملف كرسي الرئاسة الساخن، لا يتعدى كونه تلاعبًا بمشاعر جمهور هذا النادي العريق وتاريخه ومستقبله الذي بات غامضاً ومخيفاً، وأخشى أن يتحول لكابوس مخيف ومروع!!.