ـ كلمات مثل: رائع، مبدع، مذهل، عبقري، جميل، مدهش، وغيرها مما هو مثلها أو عكسها مما هو نقيضها، إنما هي أحكام وليست نقدًا!،..
ـ الفنون والآداب تتقدّم بنقدها، وليس بالحكم عليها!،..
ـ يمكن للأحكام أن ترفع من قيمة العمل الفني والأدبي، لكنها ترفع من قيمته كسلعة وتجارة، وليس كأدب أو فن، وهو يعني أن الحكم على الأعمال الفنية ليس سوى إعلان ترويجي لها، والنقد ليس إعلانًا، والأهم أن النقد ليس للعمل الفني ولكن في العمل الفني، فيه وليس له، هذه نقطة فارقة!..
ـ التشجيع مسألة مدرسيّة وتربويّة، والإعلان مسألة تجاريّة، أما النقد فهو مسألة فنيّة وأدبيّة!..
ـ النقد ليس مسألة شعور فحسب!، والعاطفة فيه نافعة مثلما هي ضارّة!،..
ـ غياب العاطفة التام حتى وإن لم يدفع بالعملية النقدية إلى الإجحاف والظلم، فإنه حتمًا يصيب بالبرود، وفقد الحميميّة!،..
مثلما أن الدخول في العملية النقدية دون أي أدوات ومعايير وأسلحة سوى العاطفة الجيّاشة، أمر من شأنه أن يطيش بالعمليّة كلّها، وأن يبطش بروح النقد ذاته، ويحوّله إلى ثرثرة كلامية، و"طقّ حَنَك"!..
ـ أنواع النقد كثيرة، ولكل نوع منهج، بل عدّة مناهج، غير أنه يمكن لنا تقريبًا وضع كل هذه الأنواع بمناهجها بين أهلّةٍ تضم كلمتين: "تفسير، وتقدير"!،..
ـ مثلما اختصر إنجلز الفلسفة إلى ثلاثة أنواع: مثالية، وماديّة، ولا أدْرِيّة!، يمكن اختصار النقد إلى ثلاثة أنواع: تفسيرية، وتقديريّة، وتفسيرية تقديريّة في نفس الوقت!..
ـ ولكل من التفسير أو التقدير، أدوات ومعايير، وشروط وقواعد، وهي حتمًا ليست معادلات رياضيّة حاسمة، ولا جداول جمع وطرح وضرب وقسمة ثابتة، وإلا لتحوّل الأدب إلى علمٍ خالص، غير أنه من شروط وقواعد النقد الفني أن يكون فحصًا وليس وصفًا!،..
ـ وحتى يكون نقدًا ويتسمّى بذلك، عليه أن يتقدّم عبر منهج لتشكيل حكمٍ، وأن يتمكن من إقناعنا بصحة الحكم وسلامته، حسب منهجه، أخلاقيًّا كان أم اجتماعيًّا أم فنيًّا أم واقعيًّا أو غير ذلك؛ لأنه وإن كان النقد في أساسه فنيًّا، فإنه في أنواعه ومناهجه قد لا يكون فنيًّا خالصًا، وهو أمر مقبول،.. على الناقد أن يجعله مقبولًا!..
ـ وبالنسبة للمعايير فإنها حتى وإن اتفقنا عليها، فإنها لا تكفي أيضًا، هي ضرورية ولا بدّ منها، مثلها مثل المشاعر، بل وأعلى قيمة، لكنها بحد ذاتها لا تفي بغرض، ما لم تتآلف مع طريقة تطبيقها، وهي حتى وإن صحّت وفلحت في إضاءة كثير من الأعمال الفنية والأدبية، فإنها قد لا تصح مع أعمال أخرى، وفي الغالب يكون النقص والتقصير والخطأ ناتج عن جهل في استخدام هذه المعايير، وليس فيها كمعايير!..
ـ الحِسّ النقدي ضروري لتقدم الأمم، لكن هذه كلمة عائمة، وقد ترمي بالتهمة والملامة على الغير، لنقترب أكثر: الحِسّ النقدي ضرورة لتقدم الإنسان، أنت وأنا وغيرنا، ما لم يتمتع كل واحدٍ منا بحس نقدي سليم ومعافى، فإنه لا مجال ولا سبيل لتقدمنا، ولأن يكون كل واحدٍ منا غدًا أفضل مما هو اليوم!،..
ـ طبِّق حسّك النقدي عليك أولًا، فإن تأكد لك أنك صرت أفضل وأنبل وأجمل، جاز لك عرضه على غيرك دون فرضه عليه؛ لأنك لست هو، وأما إن لم تصرْ بنقدك لذاتك أجمل مما أنت وأنبل وأفضل، فاكفنا شرّك، وحاول مع نفسك من جديد!.