حتى وإن تغلب الأهلي على ظروفه، في مباراته أمام سميه الإماراتي، وتأهل إلى الدور ربع النهائي لدوري أبطال آسيا، إلا أن وصف هذه المباراة بالمنقذة لموسمه كما يرى البعض فيه تقليل كبير من حجم ناد مثل الأهلي.
من المعيب والغريب أن يصبح التأهل إلى دور الثمانية إنقاذاً لموسم الأهلي بطل الثلاثية الموسم الماضي، وإنجازاً يحسبه أنصاره ومحبوه، فالتأهل الأهلاوي رغم الظروف الصعبة التي يعيشها الفريق من ناحية الغيايات ما هو إلا خطوة نحو الإنجاز الأهم والذي يليق بفريق مثل الأهلي، فخسارة البطولات المحلية لهذا الموسم الثلاث لا يعني أن ينحسر الطموح الأهلاوي في تأهل لمثل هذا الدور.
الأهلي البطل والذي عاد مرعباً الموسم الماضي، ومنافساً طيلة السنوات الخمس الماضية لا يمكن أن يرضى بغير الذهب ولا يتوقف طموحه سوى حين يجلس على عرش الزعامة الآسيوية.
هذا هو الأهلي الذي نبحث عنه ويبحث عنه كل محبيه، لكن لن يصل لذلك بالطريقة التي يتعامل بها أنصاره معه.
لم يكن الأهلي سيئاً طيلة الموسم الأخير وإن خسر جميع بطولاته، فالفريق كان منافساً شرساً على أغلب بطولاته خاصة في الدوري "ذو النفس الطويل"، وفي كأس الملك "البطولة المحببة له"، لكن برأيي ما أضاع البوصلة في الأهلي وحد من منافسته هو طريقة تعامل جماهيره وإعلامه مع الفريق، وهو الأمر الذي انساق له العمل الإداري داخل النادي.
فعند احتدام المنافسة على لقب الدوري ثار جمهور الأهلي وإعلامه على معلق مباراة من أجل أنه قال إن الهلال هو الملكي، ما دفع الإدارة لمواكبة هذا الانفعال غير المبرر ببيان غريب، وحين جاءت المواجهة الحاسمة والأخيرة أمام الهلال في نهائي كأس الملك اختلق جمهور الأهلي وإعلامه الشائعات حول الفريق المنافس، واتخذوا طريقاً قديماً وغبياً عفى عليه الزمن، ولكن الأغرب حين تفتق ذهن المسؤول والشرفي الأهلاوي لسلك هذا الطريق والاتصال بإدارة نادي الظفرة للسؤال عن إمكانية التعاقد مع عمر خربين، لاعبها المعار للهلال، وذلك قبل المباراة بيومين وتسريب ذلك للإعلام لتكون النتيجة كارثية على الفريق في اليوم الكبير وداخل الملعب.
مشكلة الأهلي في إعلامه، الذي زرع داخل عقول جماهيره أن تحقيق البطولات لا يأتي عبر الملعب فقط ولا بد من عمل خارجه حتى يتحقق ذلك والمصيبة الأعظم أن هذا الفكر انتقل لإدارة النادي وشرفييه، وهو الأمر الذي سيضيع الأهلي من جديد ويبعده لعقود طويلة كما مضى عن البطولات.
أخيراً كل الأمنيات للأهلي أن يواصل الطريق في البطولة الآسيوية، ولا يكتفي بما تحقق حتى الآن وأن يتبعه أيضا فريق الهلال الذي لعب البارحة لتعود هذه البطولة العصية على الأندية السعودية منذ 12 عاماً إلى بيتها الكبير.