|


وحيد بغدادي
المجنون .. والحبل .. والمقاطعة !!
2017-06-08

يحكى أن رجلاً كان يمضي على أحد الجسور العالية.. يمضي في طريقه مسرعاً بطموحاته وأحلامه وهو لايحمل ضغينة أو حقداً على أحد .. بل يحمل الود والمحبة للجميع وهو على استعداد لأن يمد يد العون للجميع.. وأثناء عبوره للجسر، إذا به يلتقي بصديقه (المجنون) في منتصف الجسر وهو يمسك بيديه حبلاً.. طلب هذا المجنون من صديقه العاقل أن يمسك الحبل وبشدة.. وما أن أمسك الحكيم بزمام الأمور حتى ألقى الآخر بنفسه من حافة الجسر.. وبدأ بالصراخ أنقذني أنقذني فلا أريد أن أموت.. تعجب صديقنا من هذا التصرف ومد يده الأخرى محاولاً إنقاذه من السقوط، ولكنه تفاجأ بهذا الأحمق وهو يرفض أن يساعد نفسه.. كرر عليه المحاولات كثيراً وحاول إقناعة والتفاوض معه بشتى الطرق لكي يمسك بيديه ويتم إنقاذه، ولكنه رفض !! وعندما حاول صديقنا أن يترك الحبل ليواجه مصيره المحتوم.. بدأ بالصراخ والنحيب والعويل، وبات المجنون يسترحم صديقه بألا يكون سبباً في موته وهلاكة.. تعب صاحبنا أمام هذه الحماقة فلم يجد بداً من ربط الحبل على وسط خصره والوقوف لمدة طويله لعله يستفيق من حماقته ويصعد .. وفي النهاية اكتشف ان العمر يمضي وهما يقفان على منتصف الجسر، فلا هو بالذي مضى لاستكمال أهدافه و(رؤيته) ولا هو بالذي أنقذ صديقه.. ولا هو بالذي عاش حياته بدون تعب.. وأمام ذلك لم يجد بداً إلا وأن يقطع هذا الحبل ويترك هذا الأحمق ليواجه مصيره المحتوم ويمضي هو في طريقه بعد سنوات من الصبر على هذه الحماقة بدون جدوى، وكما قيل: "المجنون خصيم نفسه".


للأسف هذا ماحدث تحديداً قبل القرار الخليجي الجريء بالمقاطعه بعد (21) عاماً من الصبر على أذى وحماقة (المجنون) كثيرا والتعلق بحبال إنقاذه من شرور نفسه كثيراً لعل وعسى أن يستفيق لنفسه أو أن يتعظ ويعود عن غيه.. ولكن!! هيهات هيهات فلن يجدي مع الأحمق صنيعاً.. ولهذا تم إسدال الحبل وقطعه حتى يلاقي مصيره ونتاج أفعاله.. وهكذا : "يداك أوقدتا وفوك نفخ".. تربطنا بالشعب القطري الشقيق جذور علاقة قوية عبر السنين وروابط محبة وأخوة لاتنمحي ولكن مافعله قادة قطر لايقبله أحد ولن يؤخذ الشعب بجريرتهم.. على العكس فالشعب القطري على العين والرأس ولكن آن للمخطيء أن يتراجع عن أخطائه وأن يكف شروره عن إخوته.. لا أتوقع أن مساعي الوساطة ستجدي نفعاً ولا أظن أن المقاطعه ستنتهي قريباً لأن التجارب أثبتت أن الدواء بات مستحيلاً والعلاج محالاً.. وإن كان (آخر العلاج الكي) لكن "لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها".. نقف جميعاً مع حكومتنا في هذا القرار التاريخي والذي وإن تأخر لرغبتهم في مراعاة وحدة الصف والجوار إلا أنه جاء في وقته.. اللهم وفق قيادتنا وحكومتنا لما فيه الصواب وسدد رميهم وأيدهم لما فيه صالح البلاد والعباد.


ختاماً .. وفي آخر إطلالة لي معكم عبر (الوردية) شكراً من الأعماق لأسرة التحرير، كانت أياما جميلة ورائعة قضيتها معكم عشناها كالأسرة الواحدة.. شكراً لمن تابعوني عبر صفحات الرياضية.. والشكر موصول لجميع من دعموني بالنقد والتوجيه أو بالإطراء والمديح.. تعلمت منكم الكثير وسأفتقدكم كثيراً.. لقاء ثم وداع هكذا علمتنا الحياة.. على الحب والمودة نلتقي، لا أقول وداعاً بل إلى لقاء قريب.