ـ ليس كل صامت، ولا كل غافل مُلامًا!، وليس كل مُلامٍ مُتّهمًا!، المسألة في غالبها لا تتخطّى العتب، وهي حتى إن تخطّته فإنها أبدًا لا تصل إلى درجة الاتّهام، تكتفي بعلامات استفهام وحيرة وتعجّب!.
ـ هذه العلامات لا تمسّ كل كاتب أو مغرّد أو ناشط في الإعلام وشبكات التواصل، كما أن الحديث عن العقيدة والوطنية، يجب أن يظل حذرًا، وأن يكون عفيفًا على الدوام، لا مُناقصة ولا مُزايَدة!.
ـ من اختطّ لنفسه منهجًا، و"تمجّل" بمجال، "حلوة تمجّل هذه"!، لا يفارقه ولا يحيد عنه: معذور، طالما أن هذا المجال بعيد عمّا نحن فيه اليوم، فإن مَسَّه اللوم، توجّب أن يكون المَسّ رقيقًا أنيقًا رشيقًا!.
ـ لنفترض أن إنسانًا لا يكتب في غير أخطاء التحكيم في كرة القدم مثلًا، أو طبيبًا لا يكتب غير نصائح للبدن ويكشف عن معتقدات طبيّة خاطئة، أو حسابًا لا ينشر غير أنواع طعام وطرائق طبخ، أو كاتبًا لا يكتب إلا في نقد الشعر، أو غير ذلك، مثل هؤلاء لا يجب الضغط عليهم إعلاميًّا، ويحق لهم الاستمرار فيما هم عليه، دون أي عتب أو ملاحظة، اللهم إلا ما خَفّ وشَفَّ ولطف!.
ـ العِلّة في من يصمت اليوم، وقد سبق له أن تحدّث في كل مجال تقريبًا، له في كل عرسٍ قُرص!، يغرّد ويكتب عن منع النقاب في فرنسا، والانتخابات الأمريكية، والأحوال في مصر، والانقلاب الفاشل في تركيا، ومسلسلات رمضان، وتكتيك مارفيك في التصفيّات!.
ـ مثل هؤلاء لا يلوموننا إن نحن لمناهم!.
ـ أما مشاهير السوشل ميديا، من المشايخ الكِرام ورجال الدين تحديدًا، فإن حضورهم اليوم وإعلان موقفهم، واجب، واجب، واجب بكل ما تعنيه هذه الكلمة، ذلك أن سكوتهم يُربك الناس، فالمسألة في عمقها الأصيل دينيّة، طالما أن الإرهاب يتّكئ على فهم ديني خاطئ ومنحرف، ويسلك بسبب من هذا الفهم مسلكًا فاسدًا مُشينًا، وطالما أن القضيّة في أساسها حرب على الإرهاب!.
ـ الاتكاء على كلمة "إنها فتنة" هنا، إخراج لها من سياقها، وانزياح بها إلى ما لا يؤسس موقفًا نبيلًا كما يتوهّم البعض!.
ـ على الأقل يجب أن نعرف اليوم ما هي "الفتنة" شرعًا، وما هي حدودها ومقاساتها، ذلك أن تعويم الأمر و"تمطيطه" مرعب حقًّا!.
ـ "إنها فتنة"!، ما لم تلتزم هذه الكلمة بحدود، فإنها سهلة الاستعمال لكل من يريد، بما في ذلك اعتبار الأفعال الإرهابية المشينة في الداخل: "فتنة"، بحيث لا يتوجّب على صاحب القول مثلًا مناصرة رجل الأمن، بمعلومةٍ أو دليل، على من يُلاحق من القتلة المُجرمين!.