ـ الإعلانات هدف المسلسل، وأنت هدف الإعلانات.
ـ صار بينك وبين الدراما التلفزيونية حاجب، وعين المسلسل لا تعلو على الحاجب.
ـ وأظن أن هذا أخف الأضرار، رغم ثقله، على الأقل يمكنك فيما بعد، الظفر بمسلسلك دون إعلانات متلاطمة، بعد رمضان أو من خلال اليوتيوب حيث يمكنك طرد الإعلان بعد عدّة ثوان، بطريقة أو بأخرى يمكنك الظّفر بمسلسلك خالياً من الإعلانات أو من عدد كبير منها، ذلك العدد شديد الأذى.
ـ ما الذي يمكنه أن يحدث فيما لو مُنِعَت التلفزيونات من الإعلانات؟، ظنّي أن شركات الإعلان لن تتوقف، ولسوف تتواصل هذه المرّة مع القائمين على المسلسل، مع المؤلِّف والمخرج، ومع البطل فيما لو كان مسيطراً والأمر بيده.
ـ ولسوف يدخل الإعلان في نسيج العمل نفسه، فإن كان الإعلان عن مشروب غازي، ستكتشف أن كل بيوت ومقاهي المسلسل لا تشرب ولا يُوضع على طاولاتها سوى هذا المشروب، وإن كان الإعلان عن ساعة أو سيارة فإن الساعة ستكون في معصم الأبطال الخيّرين، ينظرون إليها لمعرفة اللحظة المناسبة، وغير المناسبة، ثم ينطلقون بالسيارة نفسها لإنقاذ البطلة التي ستكون حتى وهي مُقيّدة متمسّكة بحقيبتها، والحقيبة إعلان، تُخرج منها أحمر شفاه، و"الرّوج" إعلان.
قلب المسلسل معك و"زيفه" عليك.
ـ يكسب الإعلان قوّته من حضوره وليس من مصداقيّته، ويكسب تأثيره من إمكانيّة التّكرار وليس من قدرته على الإقناع.
ـ الإعلانات لن تتوقّف، ولها ألف طريقة وطريقة، وأخفّ الإعلانات دماً ووطأةً، هي هذه الإعلانات التجاريّة التي نشتكي من كثرتها.
ـ المصيبة ليست في الإعلان التجاري المكشوف، لكنها في الإعلان السياسي الخفيّ والمُبطّن، وهو ما فعلته وتفعله قناة الجزيرة منذ نبتتها الشيطانيّة في قطر، والتي من يومها لم تعد قطر "الحبيبة" ملائكيّة الأجنحة، فالشياطين لا تستقر في قلوب الملائكة لعشرين سنة وأكثر.
ـ الفرق: الإعلانات التجاريّة تريد منك أن تشتري، إعلانات قناة الجزيرة السياسيّة الخفيّة والمُبطّنة تريد منك أن تبيع.
ـ الحمد لله، مسلسل الجزيرة في حلقته الأخيرة.