ـ سأعود إلى "محمد رمضان" بعد قليل، فالحديث كله عن الدراما في مصر، فقط أقتبس الآن سؤاله الأشهر في الأسطورة مع تحوير بسيط: "تقدر تقول لي الفرق بين رامي إمام وبين دنيا سمير غانم.. غير الفرق اللي كل الناس عرفاه"؟!،..
ـ الفرق هو أن عادل إمام يفرض حضور ولده على الوسط الفني، بينما تفرض دنيا سمير غانم بقاء والدها على الوسط الفني!. النتيجة أننا خسرنا الأربعة هذا الموسم!..
ـ طيّب.. "تقدر تقول لي الفرق بين أحمد مكّي وأحمد حلمي.. غير الفرق اللي كل الناس عرفاه"؟!،..
ـ الفرق هو أن أحمد حلمي لا يخرج من شخصيته تماماً حين يدخل الدّور!، على الأقل لا يفعل ذلك كما يفعله أحمد مكّي!، لوهلة أولى يُحسب ذلك لأحمد مكّي، لولا أن مكّي لا يمتلك موهبة أحمد زكي للخروج من الدور في نهاية المطاف والدخول في دور آخر بعيد!، من لا يمتلكون موهبة أحمد زكي يتورطون إن هم دخلوا لعبته، يحبسهم الدور الواحد وتُقيّدهم الشخصية المكررة ويذبحهم الكاركتر الثابت!،..
ـ هذه ورطة مكّي التي نجا منها أحمد حلمي، لأنه عرف حدوده!، ميزة أحمد حلمي في أن فكره أعلى شأناً من موهبته!، ولأنه كذلك فقد رأى بفكره حدود موهبته، عرف قدراته في الأداء، وميزته الطفولية في الإضحاك، لم يزد عليهما، لم يعصرهما عصراً كما فعل كل من أحمد مكّي ومحمد سعد مثلاً، هداه فكره إلى أطيب حل ممكن، انتقاء مواضيع فلسفية مشحونة بآفاق تأمّلات مرحة وعميقة..
ـ ومثلما يُحسب لعادل إمام إدخاله ولأول مرّة الكوميديا السياسية الوطنية بدءاً من "احنا بتوع الأوتوبيس"، يُحسب لأحمد حلمي إدخاله ولأول مرّة الفلسفة في الكوميديا بدءاً من "ألف مبروك"، إذا ما استثنينا فانتازيا رأفت الميهي التي مهّدَت الطريق!..
ـ أحمد مكّي مسكون بشخصياته التي قدمها في مسلسله "الكبير" بكل أجزائه، كل شخصية تختلف عن الأخرى بما يصنع عجائب ضحك حين نشاهد شخصيتين أو أكثر في مشهد واحد، لكن حين تنتقل شخصية من هذه الشخصيات إلى مكان آخر لتلعب منفردة، نكتشف أن الاختلاف بين شخصياته لم يكن بهذا القدر الذي أوقعنا على ظهورنا من الضحك، وأن هناك من التشابه ما يصعب احتماله لفترة طويلة!،..
ـ وفي مسلسله الأخير "خلصانة بشياكة" ما يؤكد ذلك: يحاول جاهداً تقديم شكل جديد، ويفشل، فما شاهدناه ليس أكثر من تنويع خارجي بسيط على شخصية العمدة في "الكبير"!..
ـ طيّب "تقدر تقول لي الفرق بين محمد رمضان وأحمد السّقا.. غير الفرق اللي كل الناس عرفاه"؟!،..
ـ الفرق سيكشفه شبّاك تذاكر السينما في العيد بإذن الله، بين النجمين صراع جماهيري لم يعد خفياً، وكان من المفترض أن يجتمعا في فيلم واحد، ورغم أن مثل هذه اللقاءات وسيلة أحمد السقا وميزته، فهو يعرف حدوده ويُقِرّ بها ويستعين عليها دائماً بمنح نجوم كبار مساحات كبيرة في أفلامه، لا يتفرّد ببطولة، والمهم عنده نجاح الفيلم الذي يحمل اسمه، وهو ما حقق له نجومية أكبر بكثير مما تسمح له به موهبته منفردة!،..
إلا أن السّقّا هو من انسحب وأغلق ملف فيلم البطولة المشتركة مع محمد رمضان، هذا الذي يشكل اليوم ظاهرة حقيقية عجيبة في الشارع المصري، نجوميّة محمد رمضان اليوم لا تشبه سوى نجوميّة فريد شوقي في عزّ تألّقه أو عادل إمام بعد مدرسة المشاغبين!،..
ـ في العيد، يتم عرض فيلمين يصعب مقاومتهما جماهيرياً، أحدهما لأحمد السّقّا، والثاني لمحمد رمضان، والسؤال هذه المرّة بالعاميّة السعودية: من منهما "يجيب العيد" في العيد؟!