في العام 1904 اجتمع الاتحاد الدولي لكرة القدم لأول مرة في باريس، وحاول طرح فكرة إقامة كأس العالم التي قوبلت بالرفض من اللجنة الأولمبية، خوفاً من التأثير على لعبة هامة في الدورات الأولمبية، ولكن المحامي الفرنسي "قول ريميه" الذي أصبح رئيساً للاتحاد الدولي لكرة القدم، نجح في إقرار البطولة الأولى عام1930 الذي سمي باسمه حتى تملكته البرازيل.
في العام 1992 ابتكر المغفور له بإذن الله "فيصل بن فهد" بطولة كأس القارات، وتمّت تسميتها "كأس الملك فهد"، واستضافت "السعودية" النسخ الأولى بجهود مشكورة ومذكورة للراحل "عبدالله الدبل" رحمه الله، حتى اعترف الاتحاد الدولي بالبطولة عام 1997 وقرر تغيير مسماها إلى "كأس القارات لكرة القدم"، وكنت أتمنى أن يستمر مسمى الكأس حتى يتملكه أحد المنتخبات بالفوز ثلاث مرات كما فعلت البرازيل مع كأس "قول ريميه" 1970.
في هذه الأيام المباركة تقطع مباريات كأس القارات جدولنا الرمضاني وتذكرنا بالراحلين الذين أسهموا في صناعة التاريخ ووضع اسم المملكة العربية السعودية في صدر صفحات تاريخ كرة القدم العالمية، فقد كان "الملك فهد" داعماً للرياضة مثل جميع ملوك المملكة الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل شباب الوطن، وكان "فيصل بن فهد" رجل دولة يضاهي في سلطته الوزراء ويتخذ قرارات جريئة إدارياً ومالياً صنعت النهضة الرياضية السعودية، وكان "عبدالله الدبل" سفيرنا المفوّض فوق العادة بالاتحادين الدولي والآسيوي رحمهم الله أجمعين.
تشرفت بعضوية كأس القارات 2013 في البرازيل، وتحدثت في أول اجتماعات اللجنة عن دور المملكة في إنشاء البطولة، وأشاد "بلاتر" والأعضاء بالدور السعودي، وتمّ اختياري لعضوية اللجنة المنظمة لكأس القارات2017، ولكن بعد الاجتماع الأول في روسيا أصدر فيفا قرار إعادة هيكلة اللجان، فألغيت جميع لجان المسابقات البالغة تسع لجان ودمجها في لجنة واحدة أسماها "لجنة المسابقات"، وفرحت بالخبر لأنه أعفاني من قضاء العشر الأواخر في "روسيا" بدلاً من "الرياض"، حيث لا يحلو الصيام إلا مع والدي حفظه الله.
تغريدة tweet:
أخيراً تحقق مطلبي بعد سنوات من المطالبة باستخدام التقنية في تصحيح أخطاء الحكم من خلال نظام "VAR" وهي اختصار "Video Assistant Referee" (الفيديو مساعد الحكم)، وهي التجربة الثانية في بطولة يشرف عليها الاتحاد الدولي "فيفا" بعد كأس العالم للأندية التي أقيمت في اليابان وفاز ببطولتها "رونالدو" الذي أتمنى أن يفوز بكأس القارات بإذن الله، وسيبقى رأي الرياضيين حول "VAR" متبايناً بين من يحبون اللعبة الجميلة بأخطائها مثل ولدي وبين من يحبون أن تكون اللعبة الجميلة عادلة مثلي، وعلى المنصات الرمضانية نلتقي.