"بلكونة" الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة الصغيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!، كتابنا اليوم هو "أنطون تشيخوف/ الأعمال المختارة/ المجلّد الأول/ الأعمال القصصيّة"، ترجمة أبو بكر يوسف، دار الشروق، والمقتطفات من الطبعة الأولى:
ـ صلافة العَمَليّ:
.. ومثل معظم الأشخاص العمليّين، لم يكن يحفظ قصيدة شعر واحدة، ولا يذكر حكاية واحدة!.
ـ الحقيقة أُمُّ الوهم والواقع أب الخيال:
ينبغي أن يكون الدّواء حلواً، والحقيقة جميلة..، وهذه النّزوة قد أباحها الإنسان لنفسه منذ عهد آدم..، ربما كان كل ذلك طبيعيّاً، وهكذا ينبغي للأمور أن تكون..، وهل تخلو الطبيعة من الخداع المفيد والأوهام؟!.
ـ قليل من الجهل.. كثير من البساطة:
قبلاً، كان الناس بسطاء، يفكّرون أقل، ولذلك كانوا يحسمون القضايا بجرأة!، أما نحن فنفكِّر أكثر من اللازم، والمنطق قد أغرقنا تماماً، كلّما كان الإنسان أكثر تطوّراً وتفكيراً وغوصاً في دقائق الأمور، أصبح أقل جرأة وأكثر وَسْوَسَة، وأشدّ وَجَلاً في التّصدّي للمسألة!.
ـ الآخَر:
لا يكفي للاستحواذ على انتباهه وإدراكه أنْ تتصنّعَ لهجته، وإنما ينبغي كذلك أن تعرف كيف تفكّر بطريقته!.
ـ كرامة الناس:
إياكم والسخرية بكرامة الناس، إذا لم يكن في وسعكم أن تحترموها، فاعفُوها على الأقل من اهتمامكم!.
ـ التّعساء:
.. فالتّعساءُ أنانِيّون، شرّيرون، ظالمون، قُساة، وأقل من الحمقى قُدرةً على فهم بعضهم بعضاً!، التعاسة لا تجمع بين الناس بل تُفرّقهم!، وحتى في تلك الأحوال التي قد يُخَيّل لك فيها أنّ تشابه البَلْوَى ينبغي أن يربط بين الناس، يُرتكب من المظالم والشرور أكثر بكثير ممّا في أوساط الهانئين نسبيّاً!.
ـ عذاب السعادة المتأخِّرة:
يا له من عذاب!، إنّك لا تحب أقْرِباءك إلى هذه الدرجة، إلا عندما تُواجَه بخطر فقدانهم!.
ـ العشاق والغرباء والأرملة:
العشّاقُ يفهمون بعضهم بعضاً عندما يصمتون!، أمّا الخطْبة الحارَّة المَشبوبة المُلْقاة على القبر فلا تؤثِّر إلّا في الغُرَبَاء!، بينما تبدو لأَرْمَلَة المُتوفّى وأولاده باردةً تافهة!.
ـ في هذا القول حكمة لكني لا أدري أين هي:
ما السبب أنّك عندما تَشدّ شَعْرةً واحدة تَشعر بالألَم، وعندما تَشَدُّ شَعْراً كثيراً لا تَشعر أبداً بأي أَلَم،.. ها..ها!.
ـ مصائب الخمر:
.. ومن الممكن دفع السَّكْران لا إلى الزّواج فحسب، بل وإلى اعتناق دِين آخَر!.
ـ الحريّة والفن.. ذهاب بلا إياب:
إذا تقمَّصَتْ الإنسان روح الحريّة فلن يستطيع أحد إخراجها منه، وأيضاً إذا وَهَبَ أحد السّادة نفسهُ للتمثيل أو أي نوع آخَر من الفنون، فلن يُصبح أبداً مُوظَّفاً أو إقطاعيّاً!.
ـ موسيقى:
هذه الضّلوع تُشبه مفاتيح البيانو!.
ـ هَيْأَة فنّان:
.. كانت هَيْأته كلّها تنضح بخُلُوّ البال، وبرغبة موروثة، كرغبات الفنانين في العيش دون عَنَاء، وبإهمال!.
ـ اليائِس:
.. في قاموسه الخطابي من كلمات الرّثاء، أكثر ممّا في أي حانَةٍ من صراصير!.
ـ سياحة:
المُصطافُون وحدهم هم الذين حَبَاهم الله القدرةَ على فهم جمال الطبيعة، أما بقيّة البشر فتغطّ في جهل عميق فيما يخص هذا الجمال،.. لا يُقدِّر الناس ما لديهم من ثروة، ما نملكه لا نُحافظ عليه، بل والأكثر من ذلك أن ما تملكه اليد تزهدهُ النّفْس!.