|


د. حافظ المدلج
مستقبل الأولمبية
2017-07-12

تتطور الرياضة في كل مكان وزمان، في خطوات متسارعة، يصعب التأقلم معها على غير الرياضيين، وحين تنقطع عن مشاهدة لعبة ما، وتعود بعد سنوات، ستجد أن قوانينها قد تطورت؛ لأن التغيير هو القاعدة الثابتة في الحياة؛ ولذلك يمكن الجزم بأن الدول التي تتطور بسرعة في مفهومها للرياضة، هي الأقدر على مواكبة التغيير والتأقلم معه، وهو أمر يتطلب التجديد في الفكر والأهداف والكوادر القادرة على هذا التحدي الكبير؛ ولذلك أكتب عن "مستقبل الأولمبية".

 

"الفكر" الذي كان يسيّر اللجنة الأولمبية السعودية، امتزجت فيه التقليدية والتجديد؛ فأفر نوعًا من التضارب في التخطيط والتنفيذ، بشكل عطّل عجلة تطوير الأداء، وتسبب في تأخر النتائج، مع التأكيد أن بعض الاتحادات كانت تتطور بسبب قياداتها المتميزة، مع مساعدة تذكر فتشكر لقيادة اللجنة الأولمبية، ولكن الوقت حان لتغيير نمط التفكير، بحيث نبدأ من رأس الهرم متفائلين بالرئيس الجديد الذي نتمنى أن يرسم خارطة الطريق من أجل "مستقبل الأولمبية".

 

"الأهداف" تأرجحت بين طموح الميدالية الأولمبية الذهبية الأولى، وطموح المركز الثالث آسيوياً، والفارق كبير بين من يسعى إلى تحقيق الممكن ومن يطلب المستحيل، فهدف الميدالية الذهبية سيتحقق إذا اخترنا اللعبة المناسبة والبطل المناسب، ورسمنا له الطريق المناسب للوصول للهدف، وأرى أن اتحادات الكاراتيه وألعاب القوى والفروسية أقرب لتحقيق هذا الهدف، بينما هدف الثالث آسيوياً، فليس قابلاً للتحقيق ولا أراه ضمن "مستقبل الأولمبية".

 

"الكوادر" هي الأدوات التي ستحقق الأهداف من خلال الفكر الجديد، ومعظم القادة الناجحين في أعمالهم، يؤكدون أنهم يبذلون جهداً مضاعفاً في عملية التوظيف، تشمل توصيف الوظائف واستقبال المرشحين وفرزهم واختيار الأفضل وتدريبهم وتطويرهم، والاستثمار فيهم للحصول على أفضل النتائج من خلالهم، ولذلك كتبت كثيراً متمنياً من رئيس اللجنة الأولمبية السعودية "محمد آل الشيخ"، أن يجعل أول أولوياته اختيار الكوادر التي سترسم معه "مستقبل الأولمبية".

 

 

تغريدة ‪tweet‬:

الرياضة جزء لا يتجزأ من منظومة الوطن الكبير؛ ولذلك فإن مرحلة التحول الوطني ورؤية 2030 تتطلب من جميع قطاعات الدولة، العمل على تغيير الفكر والأهداف والكوادر من أجل تحقيق ما تخطط له الدولة من قفزات نوعية للمرحلة المستقبلية، ويقيني أن الرياضة من أهم مقومات بناء النهضة الشاملة لارتباطها الوثيق بأهم ركائز الدولة الحديثة "التعليم والصحة والأمن"، وعلى القائمين على القطاع الرياضي تغيير المفاهيم القديمة لرياضة المنافسة فقط، بحيث يبدأ التفكير والتخطيط والتنظيم لرياضة الممارسة قبل المنافسة، وحينها سيصبح لدينا مجتمع رياضي يخدم توجهات الدولة ويساعد على تحقيقها، وعلى منصات الفكر والأهداف والكوادر نلتقي.