|


د. حافظ المدلج
رونالدو وفيدرر
2017-07-19

كتبت في المقال الماضي عن "السعي للكمال"، مؤكدًا أن هناك نماذج رياضية تحتذى في تطوير الموهبة من خلال العمل الجاد والانضباط المستمر، وضربت أمثلة بعدد من الأساطير الذين تجمعهم قواسم مشتركة كثيرة، فما كان من الأسطورة "فيدرر" إلا أن يثبت كلامي بعد المقال بيوم واحد ليفوز باللقب الثامن له في ويمبلدون والتاسع عشر بالبطولات الكبرى، وفي سن السادسة والثلاثين مسجلًا ثلاثة أرقام قياسية، ومؤكدًا التشابه بين "رونالدو وفيدرر".

ونعلم جميعًا أن عمر الرياضيين قصير؛ لأن الأجساد تضعف مع التقدم في العمر؛ فالعشرينيات هي عقد التألق في حياة الرياضيين، ولكن بالانضباط والالتزام والتضحية بالكثير من الملذات يستطيع النجم أن يواصل التألق والإنجاز في الثلاثينيات مثلما فعل "رونالدو وفيدرر".

 

وكلما برز الرياضي زاد تسليط الأضواء عليه وتزايدت معها الضغوط الجماهيرية والإعلامية التي لا يصمد أمامها إلا الأساطير الذين يبدعون تحت الضغط، فيقدمون أفضل عطاءاتهم حين يعودون من إصابة أو تشكك الجماهير في قدراتهم مثلما يفعل دومًا "رونالدو وفيدرر".

 

ومع الشهرة والنجاح يتدفق المال والإنسان مجبول على جمع المزيد منه، ولكن الأساطير ينفقون مما يحبون على المجتمعات التي أنجبتهم ورعت طفولتهم ويتعاطفون مع الأطفال فيجعلونهم أساس مسؤوليتهم الاجتماعية CSR ومن أفضل النماذج بالعالم "رونالدو وفيدرر".

 

والأساطير يتميزون باحترام خصومهم ومنافسيهم وجميع الجماهير التي تبادلهم الاحترام إذا تجردت من التعصب، فالأرقام والإنجازات تفرض احترام النجوم المحترمين فيشيع الاحترام المتبادل بين الطرفين ويصبح الأسطورة قدوة يضرب بها المثل مثل "رونالدو وفيدرر".

 

ويتميز الأساطير بتميز علاقاتهم الأسرية وارتباطهم الكبير بأمهاتهم على وجه الخصوص؛ لأن القيم الإنسانية والأخلاقية التي تميز النجوم تكون في الغالب مغروسة في نفوسهم منذ الصغر عن طريق "الأم" التي تبقى الأقرب والأهم في حياة الأسطورتين "رونالدو وفيدرر".

 

وربما يزداد التشابه بين الأسطورتين حين نعلم أنهما يمثلان دولتين لم تشتهرا على المستوى الرياضي، فالبرتغال لم تحقق أي لقب عالمي على مستوى الكبار إلا بقيادة البطل "رونالدو" وسويسرا مقر المنظمات الرياضية دون التفوق فيها ولذلك تضاعف إنجاز "رونالدو وفيدرر".

 

تغريدة tweet:

في الرياضة نحتاج إلى القدوة الحسنة لنحدد الأهداف البعيدة ونسعى إلى الوصول إليها، ولذلك أتمنى من كل رياضي سعودي أن يحدد قدوته في مجاله ويسعى للوصول إلى ما وصل إليه وأكثر، ويقيني أن النجم السعودي قادر على الاحتراف في أوروبا أو تحقيق الميدالية الذهبية الأولمبية التي طال انتظارها متى ما حدد القدوة وسار على نهجه ليصل لما وصل إليه، وعلى منصات القدوة مثل رونالدو وفيدرر نلتقي،،