|


عيد الثقيل
"فكونا من خشومكم"
2017-07-19

لا أظن أننا بحاجة قبل انطلاقة الموسم الجديد إلى أي "خشم" في الوسط الرياضي، لمعرفة هوية المرشح لبطولة الدوري. كما حدث الموسم الماضي مع "خشم" بخاري والضجة التي أحدثها.

 

وكنت تحدثت في مقال سابق عن تغريدة بخاري عضو اتحاد القدم السابق، وذكرت أنها تغريدة منطقية لو خلت من بعض التعبيرات التي حولتها عن مجراها، عطفًا على استعدادات الهلال المميزة للموسم الماضي، وما نتح عنها من تحقيقه لبطولة الدوري.

 

أعود وأقول أنا لن نحتاج إلى أي حاسة شم ولا إلى أي خشم في الوسط الرياضي لتحديد هوية المرشح لبطولة الدوري، قبل أن تنطلق منافسات الموسم الجديد.

 

فكل الأنوف والحواس الخمس تشير إلى أن الهلال المرشح الأول لتحقيق اللقب الجديد؛ نظرًا للإعداد المميز منذ انتهاء الموسم الرياضي؛ فمنذ توقفه لم يهنأ رئيس الهلال بالراحة ليبدأ مسلسل صفقات مدروسة وضخمة دعم بها صفوف الفريق، حتى إن الفريق بات يمتلك تشكيلتين من اللاعبين قادرة أي منها على تحقيق اللقب.

 

بدأ الهلاليون بصفقات ضخمة على الصعيد المحلي، بدأ من البليهي وحتى كادش وكنو ليختمها بصفقات أجنبية انتهت بتوقيع الحارس العماني المميز الحبسي.

 

أضف إلى ذلك استقرار فني بالتمديد للمدرب الأرجنتيني رامون دياز وبقية طاقمه، والإبقاء على ذات الجهاز الإداري بقيادة المظلوم فهد المفرج.

 

كل تلك التحركات الهلالية التي يقودها ابن سعد تضع فريقه مرشحًا أول لتحقيق اللقب.

 

ولأنها كرة القدم لا تعترف سوى بالعطاء داخل الملعب؛ ولأنه لا ضمان لنجاح كل خطة إدارية وفنية مهما بلغت درجة دقتها؛ فحاسة الشم هذا الموسم تتجه لفريق النصر كمرشح ثان لتحقيق اللقب بعد الهلال، وذلك بعد الصفقات الأجنبية الأخيرة لرئيسه فيصل بن تركي، والتي تشير إلى اختيارات درست بعناية لتدعيم الثغرات الفنية في الفريق والاستفادة من السماح للأندية بالتعاقد مع ستة أجانب.

 

الأهلي المنافس على اللقب طيلة الأعوام الماضية، يبدو أنه لن يكون قادرًا على المنافسة إن استمر القائمون عليه في سباتهم الغريب؛ فلا صفقات تحرك الجماهير ولا إشارات توحي بإعداد مميز، أضف إلى ذلك عدم استقرار فني وإداري؛ ففي كل موسم إدارة حديثة ومدرب جديد.

 

الاتحاد والشباب وضعهما الفني والمادي يبدو أنه أفضل حالاً من الموسم الماضي، استقرار تدريبي وتجديد لعقود لاعبين وتدعيم للفريقين، إلا أن ذلك لن يمكنهما من المنافسة على لقب المسابقة ذات النفس الطويل.

 

بقية الفرق لا تستطيع ذلك؛ فمفاجأة الفتح التي فعلها قبل خمسة أعوام لا تتكرر في كرة القدم، وتحديدًا في بطولات الدوري سوى مرة كل خمسين عامًا.

 

لذلك فليت منسوبي الوسط الرياضي قبل بدء الموسم أو مع انطلاق جولاته الأولى يبتلعون ألسنتهم عند الحديث عن أي ترتيبات دنيئة أو تحركات غريبة تصطادها أنوفهم؛ فاستعدادات الأندية واضحة والمرشحون معروفون تبعًا لذلك فلا تثيروا الجماهير وتوجهوها لأمور أخرى خارج الملعب؛ فالبطولات تتحقق داخل الملاعب وليست في المكاتب، ومن يقل غير ذلك فهو كاذب أو أن أنفه يعاني من زكام التعصب.