|


د.تركي العواد
ياسر اركض أو ارحل
2017-07-20

تسيرنا العاطفة، فنطالب لاعبين تخطوا الثلاثين بالاستمرار والركض ولو عاما إضافيا. وهم لا يخيبون ظننا ويستجيبون بكل تواضع وأحيانا بكل إصرار. ياسر وعبدالغني والشلهوب وحسن معاذ وناصر الشمراني وغيرهم، يصرون على البقاء موسما جديدا متكئين على تاريخهم الرائع وحب الجماهير لهم. 

 

لا ألومهم على رغبة الاستمرار، ولا ألومهم على العزف على أوتار العاطفة، لكن يجب أن يهيئوا أنفسهم لتقديم مستوى جيد لا يجعلهم يندمون على الاستمرار. يجب ألا تكون قمة طموح اللاعب وأقصى آماله التوقيع على عقد مدته سنة أو سنتين، بل يجب أن يكون عازما على تقديم الإضافة الفنية وليس فقط المعنوية. 

 

قبل أيام حقق نجم التنس روجر فيدرر بطولة ويمبلدون للمرة الثامنة مسجلا رقما قياسيا في تاريخ المسابقة الممتد لأكثر من مائة وثلاثين عاما. كسر روجر مجموعة من الأرقام بانتصاره الأخير، ولكن أهم رقم بالنسبة لي أن عمره كان ستة وثلاثين عاما إلا أيام قليلة، ليصبح أكبر لاعب محترف يرفع الكأس. 

 

ما جعل روجر يحقق اللقب بعد أن لوح بالاعتزال، هو أنه استعد لهذا الموسم بشكل مختلف، فبعد أن خرج دون بطولات في الموسم الماضي، قرر التوقف عن المشاركة في البطولات قرابة ستة أشهر وأعاد تأهيل نفسه ذهنيا وبدنيا، مما جعله يعود بقوة ويفوز دون أن يخسر حتى مجموعة واحدة طوال مباريات البطولة.

 

أحب ياسر والشلهوب وعبدالغني، وأتمنى أن أراهم في أفضل حالاتهم الفنية خلال الموسم الجديد. لدى يقين أن بإمكانهم العودة بشكل مبهر، ولكن يجب أن يستعدوا للموسم بطريقة تناسب أعمارهم وتختلف عن المواسم السابقة، وأن يضغطوا على أنفسهم حتى يجدوا مكانا في الفريق. أما الاعتماد على العاطفة وحب الجمهور واستدرار العواطف فسيحرجهم ويحرج من وقع معهم وسيحرج أيضا كل من تعاطف معهم.