حجر الأساس في نجاح أي تجمع عربي رياضي فصل ما قد يحدث داخل الملعب بين اللاعبين، أو حتى في المدرجات، ووسائل الإعلام من تشاحن وبين الجهات المنظمة والكوادر المسؤولة عن تنظيم هذه الأنشطة والفعاليات، هذا مهم حتى لا نضعف أمام المراهنين على استحالة أن يكون لنا كعرب ما يجمعنا.
في ميدان اللعب يحصل أن يتسبب الشحن أو العنف والخشونة الزائدة أو القرارات التحكيمية الخاطئة أو التصرفات الطائشة من لاعب أو إداري أو مدرب في أن يبدو وكأن الأمر عدواني أو ناتج عن كره مضمر أو متراكم وجد فرصته للظهور وبالتالي تلتقطه جوارح الإعلام والسياسة وتتفنن في توصيفه بما يخدم توجهاتها، لتنشئ بعدها ألف قصة وقصة، قد يكون من بينها فعلاً فيما بعد ما يستوجب الغضب أو القطيعة!
في الميادين والمدرجات الرياضية ومعها الإعلام الرياضي يحدث ذلك كل يوم بين أندية البلد الواحد أو حتى بين المنتمين لناد واحد، وأقصد هنا ما تفرزه المنافسات، وما ينتج عن التنافس وتداعياته والفعل ورد الفعل ما يعني أن لا علاقة لأسماء ومرجعيات المتنافسين بما قد يحدث بينهم، وأن الضابط الذي يعول عليه في مثل ذلك كله هو قدرة وكفاءة الجهة المنظمة في تأطير منافساتها باللوائح والأنظمة وتفعيلها الناجز العادل، ولذا يجب أن يقف الأمر عند التعامل النظامي والقانوني الذي يضمن وضع الأمور في نصابها.
يجب ألا نتحسس من بعض ما قد يطرأ في أي تجمع رياضي عربي، هذه ليست دعوه لهواة الفوضى والعنتريات وصائدي الفلاشات للخروج عن النص، بل للجهات المنظمة المسؤولة بأن تعمل أنظمتها وقوانينها دون خوف أو تردد في محاصرة الأخطاء والتجاوزات وأن تكون الاتحادات الأهلية ظهيراً داعماً لها هذا في صالح الجميع لأن الفصل بين ما قد يتسبب به المتنافسون من جهة، ومنظومة إدارة العمل من جهة ثانية يمكن له تقويم الأخطاء ومعاقبة المخطئين، فلا يلحق الفشل العمل ولا القائمين عليه وهذا يساهم في استمرارية اللقاءات ويطورها، كما يسهم في تساقط من يحاولون إفشالها ويقلل من حججهم.
عاطفياً أنساق كلياً لإقامة أي تجمع عربي رياضي، لكن الاتحاد العربي لكرة القدم بعشق رئيسه الأمير تركي بن خالد للنجاح والعمل المتقن يريد أيضا أن نتفحص منتجه الجديد بعقولنا، هذا جعله وفريق عمله الكفء يغامرون في جعل نسخة العودة لهذه البطولة باهظة الكلفة، بحيث تحقق العلامة الكاملة التي تضمن ليس استمراريتها فقط، بل لأن تكون هدفاً لكل الأندية ومحل تنافس المدن العربية على احتضانها، هذا مؤمّل بقدر ما سيستهلك من جهد ومال، لكنه ضروري حتى يصبح كل ما بعده سهلاً وتلقائياً.
القاهرة والإسكندرية أحسن بداية لأي لقاءات عربية رياضية، فهما منارتان حضاريتان أشعتا منذ القدم على الدنيا بالعلوم والفنون، وعرفتا الرياضة ممارسة ومشاركة قبل كل شقيقاتها العربيات الأخريات، وإذا ما نجحت أي بطولة في مصر فإن نجاحها في غيرها من الدول العربية مضمون، هذا ما يدفعنا للحث على أن يساهم الجميع في أن يتحقق ذلك، وأخذ الحيطة من المتربصين بالبطولة من أعداء النجاح مرة وأعداء مصر ألف مرة الذين ينتظرون أي زلة ويغيظهم أن يتحد العرب وفي مصر تحديداً.