رغم الجهود الكبيرة التي بذلها الأمير تركي بن خالد رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم، لإعادة إحياء بطولة الأندية العربية ورصد الاتحاد جوائز ضخمة ومغرية للفرق المشاركة، إلا أن المؤشرات بهد انتهاء الجولة الأولى من البطولة المقامة حاليًا في مصر، لا تبشر بعودة الوهج للبطولة التي دفنها العرب قبل أربعة أعوام.
ليست نظرة تشاؤمية مع بدء البطولة، ولكنه واقع نراه في اهتمام هذه الفرق وجماهيرها بهذه البطولة، فهاهما الفريقان السعوديان المشاركان في هذه النسخة يتعاملان معها باستعلاء كبير؛ فأحدهما رفض المشاركة بالفريق الأول، والآخر اعتبرها محطة استعداد وكشف عن حاجات الفريق الفنية، وهذا حقهما؛ فالجماهير ومسؤولو الأندية، وإن جنح بهم التعصب إلا أنهم يعون جميعًا ويفرقون بين بطولة رسمية ذات قيمة فنية وبطولة تنشيطية وإعدادية.
حتى على المستوى الجماهيري ورغم توقف المنافسات وتعطش الجماهير لكرة القدم، لم تحظ البطولة بأي اهتمام، وأكاد أجزم أن من يتابع تدريبات الفريق الهلالي الأول في معسكره الأوروبي من جمهوره، أكثر ممن تابع لقاء الفريق الافتتاحي في البطولة أمام المريخ السوداني.
لا ننكر الجهود التي يقوم بها الاتحاد العربي الجديد برئاسة الأمير تركي بن خالد منذ توليه المهمة، والتحديات والعقبات الكبرى في طريق هذه الجهود، إلا أن على الاتحاد تقييم هذه النسخة بشكل دقيق فور انقضائها وعدم المكابرة بالسير في طريق بطولة لن تعيش مجددًا، وإن عاشت لنسخ أخرى فستبقى مشلولة ومشوهة.
لا بد للاتحاد العربي ورئيسه الماهر إداريًّا، أن يبحث عن برامج مبتكرة وحديثة لتطوير كرة القدم في البلاد العربية، خاصة تلك البلدان الفقيرة وغير القادرة على تطوير كرتها ومساعدتها ماليًّا وتنظيميًّا لتحقيق تلك الأهداف. ولا يمنع من الاستفادة أو حتى المشاركة عبر اتفاقيات محددة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"؛ للمساهمة في تطوير كرة القدم في البلدان العربية الفقيرة خاصة، ولدى "فيفا" تجربة طويلة وثرية وبرامج متطورة لإنعاش كرة القدم في بلدان العالم النامية.