|


مسلي آل معمر
لا تعبث في قصرك!
2017-08-04

كرة القدم مجنونة، أو مزيج من التنظيم والعبث، ليس لها مقاييس دقيقة، فإن تحدثنا عن التنظيم يمكننا أن نستحضر الماكينات الألمانية كأحد الشواهد، وذلك حينما تفرض القوة والانضباطية وجودهما وتتحقق الانتصارات، هناك لا تكون الموهبة كل شيء، بل تفوقت في مرات عديدة وفشلت في أوقات أخرى. 

 

أما إذا أردنا الحديث عن الموهبة والعبث في أبدع صور الجنون، فإن مارادونا يعتبر عراب هذا النموذج، وهو كما يقال عنه مجازا إنه الذي حقق كأس العالم عام 1986 لوحده، في هذا النموذج تتجلى الموهبة القادرة على كسر جميع التنظيمات والخطط والروتين. 

 

بمعنى آخر: قد يكون ذلك الفريق منظمًا على المستويين الفني والإداري، ثم يواجه فريقًا فوضويًّا ويخسر أمامه خسارة نكراء، ربما يحدث ذلك مرة أو مرتين، وقد يتحقق في بطولة أو بطولتين، لكن ماذا عن الاستمرارية؟.

 

الأمر هنا لا يحتاج إلى أن أقول بأن الأهلي والهلال هما مثالان على التنظيم ـ إلى حد ما ـ والاستمرارية، والقطبان الآخران النصر والاتحاد هما المثالان المضادان؛ لذا أستطيع وصف تكوين فريق كرة القدم وإدارته ببناء القصر، فقد تكون ثريًّا وتستطيع تنفيذ هذا البناء بملايين الريالات، لكنك إذا استحوذت على دورَي المهندس والمقاول، فإن النتيجة ستكون كارثية. 

 

عزيزي مسؤول النادي أو صاحب القصر: بإمكانك أن تجرب بأن تلعب دور المستثمر، عليك التعاقد مع المهندس المناسب لرسم المخططات وتنفيذها، الأيدي العاملة الماهرة، مهندس الديكور المبدع، وبإمكانك وضع الرقيب الخبير لمتابعة عملهم وإعطائك التقارير، من الطبيعي أن تطلب منهم منتجًا نهائيًّا بشكل محدد، ومن الطبيعي أن تبدي رأيك في جودة المواد المطلوبة وتكلفتها، ومن حقك أن تعدل ما تبين لك أنه خطأ، لكن حذاري من أن تلعب دور المهندس، أو دور المهني، إذا أردت منتجًا عالي الجودة، وتذكر أن كفاءة مدير المشروع قد تخرج لك قصرًا تكلفته خمسة ملايين، ولكنه أجمل من آخر تكلفته خمسون مليونًا، فضلت أن تعبث به وتقوم بدور المهندس أو عامل البلاط! 

 

عزيزي المسؤول "اللي ما فهم": أحضر لاعبين مميزين للمدرب وادفع مستحقاتهم، وامنحه الصلاحيات الكاملة في الخطط والتشكيلة، وبإمكانك تعيين مستشارين فنيين ليقيموا لك عمل هذا المهندس أو المدرب، وانتظر النتائج!