|


هيا الغامدي
خليل جلال في (المغضوب عليها)!
2017-08-07

من البديهيات المتعارف عليها مسألة إرضاء الناس جميعاً التي هي بحكم المستحيل! والأصعب منها وأدهى وأمر مسألة (إرضاء الذات)!! فلجنة الحكام في الاتحاد السعودي لكرة القدم كانت ولا تزال أكثر لجان الاتحاد عدم إرضاء لذاتها ولا للآخرين على الرغم من اختلاف مسميات إداراتها وتعاقبها، فبات التحكيم (الشماعة) والعنصر الأضعف بمنظومة تضم كرة قدم.. جمهور.. إدارات.. وتحكيم، وبقي الحلقة المفرغة التي تدور من حولها أطراف النزاع وحالات عدم الرضا، والمهم بأن الحكم السعودي كان قد اعتاد (التوهان) بين مطرقة اتحاده الضعيف ولجنة (ما عندك أحد)!!

 

الزيد.. المهنا.. عواجي مؤخرا، والأغلب إن لم يكن الكل بحالة خلاف شديد مع تلك اللجنة (المغضوب عليها) التي تارة تنتقد حكامها وتارة تحابيهم وأخرى تدافع عنهم؟! إيمانا منها (مشكورة) بأن التقصير والأخطاء تبتدي وتنتهي منها فقط!

 

فماذا فعلت لترتقي بحكامها وعملت على تطويرهم؟! ولماذا لم تدرك تلك العيون المتربصة بعملها لتبعد السيئ من حكامها وتنتقي الجيد وتبتعد عن المجاملات ولا تهزها لغة البيانات وترتقي بالتحكيم عموماً؟! ولماذا لم تقم بدورها كاملا بإقامة معسكرات للحكام وجلب محاضرين أجانب ذوي كفاءة عالية بين فترة والأخرى لتطوير مخرجات الحكم المحلي وتقليل أخطائه؟!

 

قد نتساءل لماذا لجنة الحكام بالذات الأكثر إثارة وسخطا وانتقادا من بين كل اللجان عموما؟! كيف وهي المولد الأساسي لكل الشرارات المثيرة للشارع الرياضي والأندية والجمهور والتي شوهت بمخرجاتها وأخطاء حكامها الكوارثية جمال مباريات دوري جميل وأضاعت مجهودات أنديته وأضعفت مستواه! بتعمدها اختيار طواقم تحكيم (بعينها) أضرت بكثير من الأندية وقتلت المتعة للدوري الأشهر والأقوى عربيا!

 

أعتقد أن المسبب الأكبر بمسألة ضعف أداء الحكام بالداخل كمتهم أول هي لجنة (النيام) عن ضعف أداء حكامها والانحدار الخطير بمستواهم! لعدم تعاملها مع أدوات النجاح بشيء من الاهتمام والجدية وتوسيع مدارك قضاة الملاعب ميدانياً وتعليق المسببات على أنها مسألة تطوير (ذاتي) تعود للحكم مع أنها من المهام الرئيسية للجنة (مع) اجتهادات الحكم لتطوير نفسه لكي يستطيع اتخاذ قراراته بشجاعة وثقة ومسؤولية وتحمل لتبعاتها!

 

التخبط والعشوائية بعمل تلك اللجنة اتضح فيما بعد بالأخطاء التحكيمية بعد المباريات والتصادمية بين الأندية ولجنة ضعيفة مهزوزة لم تقوى على تطوير حكامها وحمايتهم لتحمي نفسها من لغة البيانات التي تصدرها الأندية بين الحين والآخر بشكل أربك عملها!

 

ورغم تفاوت كاريزما كرسي لجنة الحكام بالسابق ما بين الصرامة، الضعف، الاتهام، المواجهة، التصادمية، إلا أنه الآن بحاجة لكاريزما المونديالي (خليل جلال) فهو من خيرة الحكام السعوديين الذين أثروا الملاعب المحلية والقارية والعالمية بعطاء تحكيمي مميز جعلته سنة 2008م ضمن الحكام الـ50 النخبة بمنظور "فيفا"!

 

جلال الرجل المناسب لهذا الموقع، وسبق وأبدى رغبة وقدرة على تحمل المسؤولية بما يحمل من فكر وبرامج تطوير وشخصية أقل (تصادمية) من المهنا وأكثر (تفاعلية) من مرعي، ولا أعلم ما سر عدم الاقتناع به في هذا الموقع المهم من لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم وهو أهلٌ له! خلفاً لمرعي عواجي الذي لم يقدم مخرجات لافتة، ولا يملك ما يملكه جلال من تاريخ مونديالي وشهرة عالمية وثقة دولية وصيت تحكيمي مميز!.