|


هيا الغامدي
نيمار "هتك ستر" البلوغرانا!
2017-08-18

لم يخسر برشلونة على "غير المعتاد" لقب كأس السوبر الإسباني فقط من أمام غريمه مدريد، كما لم يخسر معركة الكلاسيكو وحسب، بل خسر معركة الاستحواذ في سابقة لم تحدث بين الفريقين منذ 2008م، وخسر كافة المعارك الكروية بحلول اللعنة عليه!

 

"لعنة نيمار" أحرقت البارسا كما أصابت ميسي بالسابق وهي نفسها التي لاحقت بيكيه بالبرنابيو، ونيمار هتك ستر البلوغرانا برحيله لباريس سان جيرمان بصفقة خيالية!

 

خروج نيمار من كتالونيا بعثر أوراق البارسا؛ فاختفى الوهج الإشعاعي الهجومي للـ MSN بالملعب، والدليل أن فالفيردي غير من طريقة لعبه لتتلاءم مع الوضع الجديد، لكنه لم ينجح في عمل التوازن الهرموني الذي كان عليه الفريق أيام نيمار، ولا في الحفاظ على الفلسفة الأبدية لبرشلونة بالسيطرة على الكرة، خاصة أن المستوى والأداء تراجعا بعد طريقة لعب لويس أنريكي!

 

البارسا معروف ومقنع حد الثمالة بطريقته الفنية المميزة أيام جوارديولا بالاستحواذ على الكرة، وحرمان الخصم منها مع التمريرات القصيرة التي تلزم التقارب بين اللاعبين، وفي عز الـ MSN الهجومي تقلصت أهمية وتأثير خط الوسط!

 

العقلاء من الكتالونيين يدركون جيدًا مدى الفراغ الذي تركه رحيل نيمار بميدان البارسا ومدى عمق الثقوب الفنية من بعده، التي من أولويات فالفيردي تغطيتها بلاعبين أكفاء يؤدون الدور المطلوب، صفقات قوية غير البرازيلي باولينو التي لم تقنع عشاق البلوغرانا كثيرًا، ولم يرضوا عنها على اعتبار أنه لاعب بطيء وثقيل الحركة، رغم القوة البدنية التي تعني قدرته على افتكاك الكرة، وشخصيًّا أتوقع أنه سيضيف شيئًا!

 

لكن هل ستتوقف قناعات المدرب عند هذا الحد، أم سيعوض غياب نيمار بلاعبين على هيئة هازارد أو ديبالا؟! برشلونة فريق ديناميكي بحاجة إلى لاعب مراوغ سريع يجيد الدخول من العمق، كمهاجم ثان خلف سواريز بنفس مواصفات تييري هنري العملاق بالجيل الذهبي لبرشلونة!

 

ديمبلي خيار إيجابي آخر بعمق الملعب، ولكن لماذا لم يفكر الكتالونيون بالفرنسي أنتوني مارسيال لاعب المان يونايتد؟!

 

كجناح بجانب الخط، بالعكس مارسيال يمتاز عن نيمار بعدم التكلف والفلسفة بلعب الكرة بين أقدامه، يلعب ببساطة ورشاقة وانسيابية، وهو بذلك يقلل من زمن وصول الكرة لمهاجم سريع كميسي!

 

ميسي بركة برشلونة حاليًا، والعنصر الإيجابي شبه الوحيد الذي يمثل دعمًا سخيًّا الموسم الجديد بعد رحيل نيمار، الذي أخرج القطار عن القضبان وأحدث الفارق؛ فأصبح يتخبط ويتعثر بشأن تعويض لاعب لا يعوض، خاصة رغبته مجاراة غريمه الأبيض الملكي الذي يعيش واحدة من أفضل حالاته الفنية والعناصرية مع زيدان الآن!

 

نيمار أهدى الفرح لعشاق البلوغرانا 9 مرات بكافة البطولات المحلية والقارية والعالمية، ولا ينكر ذلك إلا جاحد، "لا أحد قادر على قهرنا"، عبارة لم يعد لها مكان من الإعراب داخل الميدان بعد رحيل نيمار، وقبل أن ينجح فالفيردي بإيجاد البديل رغم انتعاش الخزينة الكتالونية ب222 مليون يورو، إلا أن الفريق تجرع لعنة الملايين "القطرية" بجر الويلات الفنية عليه المباريات الأخيرة وخلال الموسم المنصرم، وربما نرى فصولًا متلاحقة في الموسم الإسباني الجديد ودوري أبطال أوروبا بنسخته الجديدة، ما لم يكن هناك البديل الإيجابي الذي تتوفر فيه جينات البارسا ويعمل بخانة نيمار، ويحدث الفارق بصفوف البلوغرانا من جديد!