الأغلبية من المهتمين والعاملين والمختصين في كرة القدم السعودية، تنبؤوا بتغير في طبيعة التنافس وتحسن في الأداء نتيجة السماح للأندية بالاستعانة بستة أحانب، بما فيها مركز حراسة المرمى، وأن دوري المحترفين هذا الموسم سيختلف بشكل كبير عما سبقه.. هذا صحيح، لكن ليس كما يحاول أن يصوره لنا بعضهم على أنه حدث بالفعل، إذ ما زلنا في الجولة الثانية منه، ولم نلمس فعلاً ما يفيد بذلك حتى الآن.
أندية المقدمة الخمسة تعرضوا مع بداية الموسم الماضي وفي وسطه ونهايته لنتائج شبيهة بخسارة الشباب من أحد أو الاتحاد من الباطن، أو الأهلي من الاتفاق، كذلك كان التعاون والاتفاق ندين في مناسبات عدة لكل أندية المقدمة، ومن ذلك فإن الجديد لم يحدث بعد، رغم محاضرات الإقناع التي يتحفنا بها بعض زملائنا من مقدمي البرامج أو ضيوفهم، بأن شيئًا مهمًّا تم بالفعل، إلا إذا كانوا يسدون وظيفيًّا فراغ عدم وجود إدارة أو لجنة إعلام لاتحاد الكرة، كان يمكن لها أن تقوم بهذا الدور الدعائي؟!
أيضًا ما لفت الاهتمام في الجولتين الماضيتين التي أدار تحكيميًّا جميع مبارياتها محليون، أن الأخطاء على تشابهها تباين الموقف التقديري منها من حكم إلى آخر، بل حتى بين محللي التحكيم تلفزيونيًّا، وهذا بالطبع ليس دائمًا في صالح القرار، لكنه في مصلحة التأكيد على سلامة النوايا من حيث المبدأ، وهذا مهم جدًّا عند أطراف التنافس، لكن يجب التنبه إلى خطورة التباين في التعامل في المباراة الواحدة مع واقعة متشابهة أو مختلفة، تقع جميعها في دائرة اتخاذ القرار القانوني الصرف أو المستمد من التقدير، أو ما تستوجبه الإدارة؛ لأن ذلك يعني الشروع في قطع حبل الثقة.
لا يزال التعليق التلفزيوني لم يخرج بعد من دائرة الخوف التي وضع نفسه فيها لأسباب تختلف من مرحلة إلى أخرى، ومن معلق إلى آخر، كلٌّ دافعها إرضاء الجميع أو حتى "بعضهم"، لكن على حساب اللعبة واللاعبين، ومن ذلك فإن المشاهد يجبر على سماع ما لا يشاهده، ويتم نقله إلى أماكن وأزمنة لم يعشها، وتمرر عليه أسماء ووقائع طواها الزمن أو أنها تهم المعلق شخصيًّا، وكأنه أدار ظهره لمن يتحركون في الملعب وأضاع منهم خلف الشاشة بعد أن قطع صلتهم بالحاضر، وأخرجهم من أجواء المباراة وأحداثها!
في المجمل، فإن الدوري سيبدأ مجددًا بعد توقف الأسابيع الثلاثة، وعند استئناف عجلة المسابقة وحتى قرب نهاية الدور الأول، سيبدأ ظهور مؤشرات يمكن لمن يعرف أن يقرأها أن يبدأ في كتابة السطر الأول من الحكم على القيمة الفنية التي أحدثها قرار "الأجانب الستة"، وإذا ما كان بالقدر الذي يستحق ما صرفت عليه الأنديه أم لا؟ كذلك، تصاعد حدة المنافسة سيكشف جدية الحكام المحليين في مواجهة التحديات والمصاعب، حيث يجب أن يهمهم النجاح فيما يتم تكليفهم به دون أن تعنيهم أو تؤثر فيهم ما ستأخذه من حصتهم الأطقم الأجنبية، أما المعلقون فلا نطلب منهم سوى أن يقولوا لنا من يلعب أمامنا ومن يستحوذ على الكرة، وإهداء بقية ما جمعوه من أرشيف لبرامج تختص بتدوين هذه الرويات والأسماء والوقائع.