يتعامل السيد بيرت فان مارفيك مع المنتخب على النقيض من الجماهير أو الإعلاميين السعوديين، فهو من جانب يرى أنه الأدرى بما يحتاج من تحضير وعناصر وخطط، والجانب الآخر إنه من سيتأثر مادياً ومعنوياً فيما لو لم يتأهل المنتخب للمونديال إن كان سبب ذلك تشكيلته العناصرية أو إدارته الفنية، ولذا فهو ماض في تنفيذ إستراتيجيته بعيداً عن المطالبات والملاحظات أو الانتقادات التي تأتيه من الإعلام أو الجماهير، فمن يا ترى سيقول في النهاية إنه كان الأدرى؟
شيئان أذكرهما عند أي حديث عن أو حول السيد مارفيك، الأول أنه مدرب كفء، والثاني أنه من الخطأ الذي يجب ألا يُغفر أن سُمح له بالتدريب عن بعد، ولكن لنعد إلى ما نريد أن يحققه المنتخب في التاسع والعشرين من الشهر الجاري والخامس من سيتبمر المقبل أمام كل من الإمارات واليابان وارتباطهما المباشر في إمكانية تحقق التأهل من عدمه وعلاقة ذلك بالعمل التكتيكي وبالقائمة التي أعلن مارفيك عنها وإذا ما كانت مثالية أو كان من الممكن دعمها بأسماء إضافية أخرى.
فكرة التأهل السلس كما حدث في 2016 م لم تعد متوفرة بعد خسارة المنتخب أمام أستراليا وتعادلهما بالنقاط "16" بفارق نقطة عن المتصدر اليابان، لكن فوز المنتخب السعودي على الإمارات هو مفتاح الحل لأن اليابان وأستراليا سيلتقيان بعد يوم واحد في اليابان وستلعب النتيجة أيا كانت في صالح المنتخب السعودي، حيث ستضمن له نقاط الإمارات الثلاث إن تحققت مع الخسارة من اليابان الترتيب الثالث في أسوأ الظروف ليلعب الملحق.
الأسلوب الفني الذي ينتهجه مدرب المنتخب يعتمد على تقارب الخطوط لتشكيل كتلة متماسكة تكون قوتها في وسط الملعب وتستثمر التناغم بين عناصره الذي يحاول مارفيك دائماً تعزيزه بالاستقرار على ذات الأسماء التي بدأ بها المشوار، وهي الطريقة التي عوض بها نقص القيمة الفنية أو البدنية وخلقت مقابلها تنوعاً في تأدية المهام الهجومية والدفاعية ورفعت مستوى الجهد والأداء إلى طاقته الكاملة، ومعه تحققت نتائج خالفت التوقعات المتشائمة.
تدخل الإعلام والجماهير من خلال المطالبة بإدخال أو إخراج بعض العناصر من قائمة المنتخب في أي بلد أمر معتاد، وهو إن توافق مع قناعة المدير الفني سيتحقق لكنه ليس إلزامياً، وفي حال المنتخب السعودي لا أعلم ما الذي يمكن فعله في هذا الشأن، فمن تم اختيارهم هم ذاتهم الذين حصدوا النقاط الـ16 ومن يمكنهم إضافة غيرها والتأهل، والأهم أنه لا يوجد من يمكن له أن يبدل في حال المنتخب إلى الأحسن من الأسماء التي طرحت أو تطرح.. ليس أمام الجميع إلا الالتفاف حول المنتخب ومساندته لأن الهدف التأهل وليس من كان رأيه الأصوب.