أشرك المدير الفني للهلال رامون دياز المهاجم الأوروجوياني ماتياس تكتيكيًّا على حساب الحارس العُماني علي الحبسي، ففشل ماتياس في التسجيل، ونجح الحارس المعيوف في أن يكون رجل المباراة، وتمكن السوري عمر السومة والبرازيلي ليرنالدو دي سوزا من التهديف، لكن شباك العويس اهتزت مرتين، كرة القدم ليست "واحد زائد واحد يساوي اثنين".
دياز كان محقًّا في تسجيل المهاجم الأوروجوياني ماتياس على حساب العُماني الحبسي في القائمة الآسيوية؛ لأنه مطمئن للمعيوف ويحتاج إلى تعزيز القوة الهجومية، وفي الأهلي كان الأوكراني ريبروف المدير الفني محظوظًا؛ لأنه يملك "السومة وليرنالدو"، حيث فعلا ما عجز عنه ماتياس وخربين في الهلال، لكن العويس تلقى هدفي الرد، هي حالة متعاكسة حدثت للأهلي والهلال في مباراتيهما في دور ربع نهائي أبطال آسيا أمام بيروزي الإيراني والعين الإماراتي، حتى في التعادل؛ فالأول إيجابيًّا 2/2، والثاني سلبيًّا دون أهداف.
فكرة الأرجنتيني دياز من حيث المبدأ منطقية؛ فهو وإن كان في الأصل لا يريد ضم الحارس العُماني الحبسي، وحين اضطر لإصابة ميليسي أشركه احتياطيًّا، إلا أن المستوى الذي ظهر عليه ماتياس كان مخيبًا له وللجماهير الهلالية، لكن ذلك لم يكن ليجعل بعض الآراء تعود للوراء، بحيث تبدأ في لومه على التفريط في المهاجم ناصر الشمراني أو غيره، وربما كان مقبولاً لو تساءلت مثلاً عن سبب عدم استفادته من مختار فلاتة الموجود في القائمة، خاصة بعد أن حيد المعيوف معارضو إشراكه بالمستوى الرفيع الذي ظهر عليه.
التوازن الذي كان يريد أن يصنعه مدرب الأهلي ريبروف وسط الملعب من خلال تنشيط الفريق لإنهاء الدقائق العشرين المتبقية من زمن المباراة، بإدخال المؤشر ومجرشي والشمراني، لم تكن أفضل من إجبار دفاع بيروزي ووسطه للبقاء في حالة مراقبة وقلق من تحركات ليرنالدو وتسجيل السومة في أي لحظة، حيث كان لاستبدالهما دور في تحرر الخطوط الإيرانية بتتابع، والتقدم لمنتصف ملعب الأهلي حتى تحقق التعادل، مثل هذا يحدث أحيانًا على أرض الملعب، وفي لمحات متقطعة لا علاقة لها بجودة الخطة على الورق ولا بقيمة اللاعب الفنية أو السوقية.
من الممكن أن تحكم على اللاعب أو المدرب بعد انتهاء المباراة، بأنه نجح أو فشل في ذات المباراة، لكن دون أن ينسحب ذلك على ما بعدها أو قبلها ما لم يكن هذا اللاعب أو المدرب أثبت ذلك خلال موسم أو عدة مواسم، وحينها يكون اللوم على من أبقاهم. أما في حالة الأوكراني ريبروف مدرب الأهلي أو الأوروجوياني مهاجم الهلال ماتياس، فإن أخطاء التبديل للأول أو ضياع الفرص والظهور الباهت من الثاني في مباراة أو ثلاث لا يمكن لها أن تعطي الحق لأحد طلب التخلص منهما، ولعل المقبل من الأيام يثبت ذلك.
مباراتا الرد ستلعبهما الفرق الأربعة في ظروف أخرى ربما أكثر جاهزية، وهنا تكمن خسارة الهلال والأهلي بتعادلهما، إذ لا بد لمشاركة منتخبات الفرق الأربعة في الجولتين الأخيرتين من التصفيات النهائية المؤهلة للمونديال 2018 أن تلقي بظلالها سلبًا أو إيجابًا على صعيد الفرق والعناصر، لكن أيضًا هذا يبرهن على أن الكرة السعودية والإماراتية والإيرانية هي الأقوى في غرب القارة، بعد أن انحصرت فرصة لعب نهائي البطولة لواحد من هذه الفرق، وكذلك التأهل لموسكو على مستوى المنتخبات.