من الصعب أن يتخلى الإنسان عن قناعاته التي يؤمن بها، لكن الأهم أن تخدمه قناعاته ولا تخذله أو تضر بالآخرين، ومارفيك مدرب صامت لكنه رجل كاريزمي يؤمن بما هو مقتنع به فقط، خدمته النتائج الماضية ليكون أحد أقرب ثلاثة منتخبات تنافس على التأهل مع اليابان وأستراليا وهما نفس الفريقين اللذين خذلته قناعاته أمامهما!
موقعة الإمارات المفصلية بالعاصمة الإماراتية "أبو ظبي" هي أم المعارك الكروية وقناعات الهولندي هي نفسها، نراها مغامرة غير محسوبة الجانب أن تراهن على جوقة من الاحتياطيين والبدلاء ويراها ثقة بالنفس وتمكن من الأدوات وانسجام واستقرار، فهذه الأسماء تخدم منهجيته الفنية وتكتيكه وإن لم تقنع مدربي الدوري السعودي هي مقنعة له لحد كبير وتنفذ ما هو مؤمن به بالميدان!
في قناعات مارفيك يكفي الهارموني والكيمياء بين اللاعبين الذين اختارهم من البداية للوصول للهدف المنشود، هؤلاء اللاعبون لم يسبق لهم أن لعبوا بالمونديالات الماضية وهذا محرك قوي ليتألقوا ويبدعوا ودافع كبير لهم للعب بخامس مونديال بتاريخ الكرة السعودية!
ما يميز مارفيك عن سواه من مدربي المنتخب السعودي السابقين أنه لا يتأثر بمطالب إعلام ولا يتأثر بضغوط جمهور ولا بقناعات مسؤول ولا تعليماته، مارفيك رجل "مطنوخ" فنياً "يقدح من رأسه"، ولا يقتنع إلا بما هو مؤمن به فقط، لكن يجب أن يعلم بأن قناعاته تلك سلاح ذو حدين، فأي زلة يمكن أن تهوي به خارج الطريق للمونديال وهو من يتحمل مسؤولية إسعاد جمهور بلد وآمال شعب بأكمله والمهمة صعبة وليست مستحيلة!
كسعودية أتمنى بأن تخدم مارفيك قناعاته وتخدمنا على اعتبار أنه قارئ فني جيد ومفكر ومحلل متمكن بالنتائج الإيجابية، وألا يخيب ظن من راهن عليهم آماله وآمالنا ويكونون بحجم المسؤولية يكونون في يومهم، ليعيدوا للشارع السعودي ثقته بمنتخب وكرة بلاده!
وحتى لا نلعب دور "الوصي" على المنتخب لنترك مساحة من الحرية والثقة بخيارات مارفيك، فلقاء "الأبيض" لا يجب أن تكون نتيجته بيضاء على ملعب دار زايد من أجل دخول لقاء الساموراي بمعنويات عالية وإعلان التأهل من ملعب الوالد "الغالي" عبد الله بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ بجدة!
لنمارس الكبرياء ونعاند الصعوبات ونخذل المنافسين، فنحن أحق بالتأهل للمونديال لكن هل يكفي التاريخ ليدعمنا لوجستياً أمام الإمارات؟! هل يكفي علو كعب الكرة السعودية على نظيرتها الإماراتية لنتأهل؟!
الإمارات تلعب دون ضغوط تكفيها النتيجة الإيجابية لتحسين تصنيفها بالفيفا لكن النتيجة الخضراء لنا تعني مشاركة مونديالية خامسة مع ناتج اليابان!
لنغامر مع مدربنا القدير مارفيك وقناعاته ونراهن عليهم، حتى لا نربكه ونحبطهم، فالرجل للحظة "يسير بجانب الحيط" فنياً ومجموعته مقنعة له لكن هل ستخدمه من بعد تعرية وتجوية الأشهر الماضية والتغيرات العناصرية احتياطيين بدلاء وعائد من إصابة؟!
الحلول الوسطية ولا النتيجة البيضاء لن تخدمنا على أرض زايد الخير "الرقم وحده" المطلوب مع الانضباطية الجدية والالتزام والإحساس بالمسؤولية، الجهازان الطبي والإداري عليهما مسؤولية مشتركة بالوقوف على جاهزية اللاعبين والجدوى الميدانية وإعدادهم الإعداد المطلوب!
الإمارات ليست سهلة، وباوزا ليس غريباً عن كرتنا، والحذر كل الحذر من السهل قبل الصعب!.