|


عيد الثقيل
‏رعاة الأخضر (كثرة وقلة بركة)
2017-08-30

لا يخفى على المتابع الرياضي الخلفية التجارية والتسويقية للدكتور عادل عزت رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، والتي رأيناها تنعكس على أسلوب عمله منذ توليه المنصب.

 

عزت الذي عرف بشكل أكبر حين كان يدير ملف رعاية شركة عبد اللطيف جميل للدوري السعودي، بحكم عمله سابقًا في الشركة، قدم في ذلك الوقت مفهومًا جديدًا للرعايات التجارية في كرة القدم، ولم يركن للنسق القديم من تلك العلاقات التي تقتصر على دفع الشركة حقوق الرعاية المالية، مقابل وضع شعارها في كل ما يتعلق بالنشاط المحدد.

 

رأينا في ذلك الوقت ومع رعاية شركة جميل للدوري السعودي نمطًا آخر، يعتمد على الشراكة؛ فأقامت الشركة العديد من الأنشطة والفعاليات التي ساعدت في تطوير مسابقة الدوري السعودي وتحفيز الجماهير.

أسوق هذه المقدمة عن العمل الذي قدمه عادل عزت إبان عمله في شركة عبد اللطيف جميل؛ لأقارنه بما يقدمه حاليًا في هذا المجال وتحديدًا مع المنتخب السعودي، الذي يخوض حاليًا منافسات التأهل لكأس العالم وتحقيق حلم الجماهير الرياضية، برؤية الأخضر من جديد في المونديال.

 

بدأ عزت عمله مع المنتخب السعودي بالتركيز على زيادة مداخيل الأخضر واتحاد القدم، عبر توقيع خمس شراكات جديدة حتى الآن، وهي على التوالي مع شركات بندة، شل، مايسترو، البنك الأهلي، وأخيرًا شركة بدجت، ليضيفها إلى شراكات أربع وقعت إبان اتحاد أحمد عيد مع stc والخطوط السعودية وكوكاكولا وشركة نايك.

 

من الناحية العددية والمادية أيضًا؛ فما قدمه اتحاد عزت وقبله الاتحاد السابق عمل ممتاز في جلب الرعاة للمنتخب السعودي، ولكن منذ ذلك الوقت وحتى الآن لم يتم تحويل هذه الرعايات إلى شراكات والاستفادة القصوى من هذه العلاقة سوى عبر شركة واحدة فقط، مع إيماني التام أن الطرف الآخر وليس اتحاد القدم هو من فعل هذه الشراكة وطورها.

 

أتحدث هنا عن رعاية شركة stc لمنتخبنا الوطني؛ فهي الشركة الوحيدة بين كل هذه الشركات التي عززت مفهوم الرعاية واستفادت منها وأفادت الأخضر وجماهير هذا الوطن.

 

لم تكتفِ stc بوضع شعارها على قمصان الأخضر وكل الفعاليات المصاحبة للمنتخب، بل قدمت الكثير من المبادرات لتعزيز هذه الشراكة ودعم المنتخب السعودي، ليس بالمال فقط عبر تكفلها بنقل روابط الأندية إلى تايلاند واليابان وأستراليا وأخيرًا الإمارات، إضافة إلى تكفلها بتيفو الجماهير في لقاء المنتخبين السعودي والعراق. 

 

ولم يقتصر وقوفها خلف المنتخب على ذلك، بل نظمت في بداية التصفيات ومع أول تجمع للاعبي المنتخب، لقاء لمساندة الأخضر وحدت فيه الجميع بمختلف ميولهم مع منتخبهم، من خلال نجوم الوسطين الرياضي والإعلامي، كما أقامت حفل توديع وتحفيز للمنتخب السعودي قبل ذهابه إلى اليابان، وغيرها من الأنشطة التي لا تحتفظ بها ذاكرتي.

 

نريد للمنتخب رعاة من هذا النوع، لا يكتفون بتقديم الأموال مقابل حقوق سيحصلون عليها. نريد من شركاتنا الوطنية تحديدًا التفاعل مع الأخضر على غرار ما تفعله stc، ونريد من عادل عزت أن ينقل تجربته الثرية في هذا المجال لتفعيل الشراكة مع بقية الشركاء، وألا تقتصر على المفهوم القديم.

 

لا أخفيكم أنني قبل كتابة المقال لم أكن أتذكر من رعاة الأخضر سوى stc والخطوط السعودية، واضطررت للبحث عن أسماء البقية.

 

وخلال البحث عن أسمائهم صدمت بمعلومة لا يعرفها الكثير؛ ففي الوقت الذي أقامت فيه stc حفل استقبال لبعثة المنتخب لحظة وصولها للإمارات، وتكفلت بنقل روابط الأندية، تواجد مندوبو كل الشركات الراعية للمنتخب لحضور لقاء البارحة، ولكن على حساب اتحاد القدم، للأسف لأتذكر المقولة القديمة "كثرة وقلة بركة".