|


مسلي آل معمر
"أشر لي بالمنديل"
2017-09-01

لا تزال الكرة في الملعب بالنسبة للمنتخب السعودي في السباق المونديالي، فالمباراة القادمة والأخيرة، صحيح أنها أمام بطل المجموعة وأقوى فرقها، لكنها أيضًا ستكون أمام منتخب يلعب المباراة كتحصيل حاصل؛ فالنتيجة لن تغير شيئًا في الترتيب بالنسبة لنجوم الساموراي، بل قد يلجأ مدربهم وحيد خليلوفيتش إلى إشراك بعض اللاعبين الذين لم تسنح لهم الفرصة في الجولات السابقة، كما أن المواجهة ستكون على أرض الأخضر وبين جماهيره، وفي أجواء حارة رطبة سيعاني منها اليابانيون كثيرًا.

 

المهمة ليست مستحيلة، ولا حتى صعبة جدًّا، بل نستطيع أن نصفها بالممكنة واللاسهلة، تبقى نحو أربعة أيام ينبغي أن نكون فيها إيجابيين مع وضع أيدينا على الجرح، والجرح هنا هو المسؤولية وهو الروح ولا شيء غيرهما!.

 

من المؤسف أن نلاحظ على بعض اللاعبين عدم الجدية واللامسؤولية، رغم أنهم يحظون بشرف تمثيل بلادهم في تحدٍّ عالمي كبير، المسألة هنا أنك أيها اللاعب المليونير تحمل آمال عشرات الملايين من أبناء وطنك؛ فكيف سيرتاح ضميرك ويهنأ بالك بالراحة وأنت تخذلهم، إن مثل هذه المنافسات تتطلب أن تكون في غاية التأهب والتركيز والاستعداد، ومن يعيش هذه الأوضاع لن يأبه لسيدة هتفت باسمه في المدرج ليبادلها التحية أثناء أداء السلام الوطني، لا يمكن أن نفسر مشهد "أشر لي بالمنديل"، إلا أنه قمة الاستهتار وعدم الإحساس بالمسؤولية، فلو كانت المسؤولية حاضرة ما التفت سلمان الفرج للمدرج؛ لأنه يعيش طقوس المباراة، وهذا يعني أنه سيكون مشدودًا ولا يفكر إلا في النتيجة وآمال الملايين الذين يقفون خلفه!.

 

سبق لي أن اقترحت أن يحدد السقف الأعلى لراتب اللاعب المحترف بناء على عدد مبارياته الدولية، وذلك تقديرًا لمن يخدمون شعار المنتخب وتحفيزًا لمن يهمه الثراء والأرصدة المليونية، أما إذا استمررنا بهذه الطريقة فماذا ننتظر من لاعب وقع عقدًا لمدة ٥ سنوات مقابل أربعين مليونًا؟! بالتأكيد أنه لن يهتم بأي شيء آخر قدر اهتمامه كيف يصرف هذه الملايين.. 

 

في النهاية أتمنى أن يكون لاعبونا يوم الثلاثاء قدر المسؤولية، وأن يكون تركيزهم في الملعب منصبًّا على العطاء والفوز، وإذا ما تأهلنا إلى المونديال، حينذاك تبقى أجواء "أشر لي بالمنديل" أمرًا شخصيًّا للاعب لسنا أوصياء عليه، مارسها أم لم يمارسها وتعود له ولضميره!.