|


هيا الغامدي
منتخب (يقولون ما لا يفعلون)!
2017-09-01

قلب المؤمن دليله، ساورني شعور الخيبة والخذلان منذ أن أعلن المتفرد برأيه "مارفيك" عن قناعاته العجيبة وإصراره على التشكيل المستفز للإبقاء على لاعبين مستهلكين "مأكول خيرهم" محليًّا! فقط لأن قناعاته قالت له إن الانسجام أهم والاستقرار أولى، لا ننكر أهمية تلك المكملات الصحية بكرة القدم، لكن ليس كل مرة يفيد ذلك، خاصة مع عنصر مستهلك يجر الويلات بغبائه الكروي، خاصة في المباريات المهمة والحساسة والمصيرية؛ فكيف تغامر بذخيرة ليست حية، بل متوفاة فنيًّا وتلعب بلا روح ولا جرينتا؟!.

 

ماذا نقول من وصف بتوقيت كهذا التوقيت ليس للشماتة، ومن يشمت "بلحمه ودمه" مريض، لكنه نقد لحالة نعيشها "أوجعتنا"؛ فالمنتخب يعني الوطن والوطن أكبر وأهم من أي شيء آخر!.

 

في الإمارات منتخبنا كان فريقًا متهالكًا فاقدًا لكل معاني الإحساس بالكرة، دفاعًا ووسطًا وهجومًا"، حتى المعيوف ليس بذلك الذي أبهرنا بآسيا، ولا مارفيك هو نفسه الذي أشدنا به سابقًا؛ فلا فكر ولا تشكيل ولا تغييرات صائبة، بل العكس تخبيص وعك كروي!.

 

ماذا دهاك يا رجل؟! بداية من التشكيل المستهلك للإبقاء على عناصر "مفلسة" لم تقوَ على نفع فرقها المحلية لتقوى على نفع المنتخب بمرحلة حرجة كهذه، ولديه مونديال وسمعة كروية يجب ألا تلطخ بالعار الكروي؛ لأنه مكان النخبة فقط!.

 

"اللي ما يأكل بيده ما يشبع"، واليابان أكدت هذه المقولة بالأمس، في حين منتخبنا ينتظر حسنة "الوجبات الجاهزة الأسترالية" أمام تايلاند، مع وعد بالفوز على اليابان لمنتخب "يقولون ما لا يفعلون"! أقرب وصف لجيل كروي مستهتر مستفز، جيل السناب شات والسيلفي ومن "يلوح بيده الكريمة" للحصول على لقطة حية لمعجبة من المشاهير!.

 

لاعبونا للأسف لم يقابلوا ثقة مدربهم "ذي القناعات" ولا الإدارة التي لم تحسن عمل الإعداد والتهيئة النفسية المطلوبة لتعيشهم الواقع مع "حجمهم الحقيقي" بدلاً من النفخ الزائد والمبالغة في الثقة والاطمئنان، وكأنهم أساطير لا تقهر، لم يحترموا الخصم فأعطاهم محاضرة كروية محترمة على ملعبه، ألقاها باوزا الرجل الذي يعلم من أين تؤكل كتف اللاعب السعودي!.

 

غاب عموري فحضر 11 عموريًّا آخر بالملعب، وأدوا ما يفوق وجود أيقونة الإبهار بمنتخب الإمارات وأكثر! فبعض المصائب تحمل بين طياتها خيرًا وفيرًا لا ندركه إلا في النهاية!.

 

"عادل عزت" لم يوفق بتصريحه تشبيه اللاعبين بجنود الحد الجنوبي؛ فهيهات بين من يبذل روحه ودمه للدفاع عن بلاده وبين المستهتر والمستعرض والغائب بدنيا تخصه وحده! هذا التصريح الذي جعلهم يعيشون أوهام الأفضلية من فوق برج عاجي! كبرناهم فصغرونا وفضحونا بهزيمة "ما لها داعٍ"!.

 

ما هكذا تورد الإبل يا مارفيك؟! لست ملاكًا منزهًا لكي لا تستمع لأي آراء أو تناقش في الأخطاء، ومفترض من الاتحاد السعودي وضع حد لمغالاته في الثقة بنفسه، وعدم سماع الآراء التي تصب بمصلحة المنتخب! من حق الإدارة والاتحاد انتقاد عمله ومناقشته، وإلا "الباب يفوت جمل"! السهلاوي "كان" مؤثرا، "الشمراني" ورقة تحترق على الدكة دمرها هو والوقت معًا...!.

 

والآن يفترض من اللاعبين أن يخجلوا من أنفسهم ويشعروا بتأنيب الضمير ويأتوا بنتيجة مشرفة على الميدان أمام "اليابان"؛ ليمحوا العار الكروي وبعدها سيفعل الله ما لا تعلمون!.