لم تنجح محاولة تعليق سبب الظهور الفني والمعنوي السيئ للاعبي المنتخب أمام منتخب الإمارات؛ لعدم تمكين الإداري طارق كيال من الجلوس على دكة البدلاء؛ لأن من حاول الترويج لذلك تجاهل أن كيال نفسه هو من طلب عدم وجوده، بحسب تصريحه إلى صحيفة الرياضية، واصفًا ذلك بـ"الاحترافية"، كذلك فإن من روج لذلك ناقض نفسه، وما ذهبت إليه الغالبية من أن المدرب "مارفيك" لا يسمح أن يتدخل أحد في عمله؛ فكيف إذا كان خلال سير المباراة؟..
الهرم المقلوب.. تاريخ تكتيكات كرة القدم كتاب تدور موضوعاته حول تاريخ تطور خطط عالم كرة القدم، ترجم إلى العربية، وهو سجل توثيقي لبدايات تكتيكات اللعبة وتطورها، يرصد فيه المؤلف جونتن ويلسون مشوار التكتيك وخطط اللعب حتى أحدث الطرق 4 / 5 / 1 من خلال شرح وتفسير برسومات توضيحية وإحصاءات وآراء لأكبر أسماء اللعبة في العالم..
إذًا عالم التدريب والمدربين ليس هو ما نعتقده دائمًا "وظيفة"، تدر على صاحبها الأموال؛ فهي أكثر من ذلك، ونحن هنا نتحدث عن المدرب الحقيقي الموهوب المهووس باللعبة، الذي مارس وتدرب وتدرج لأن يكون مدربًا محصنًا بالتجربة دون أن يجعلهم متساوين في القدرات أو الشهرة؛ فهاتان الميزتان يحصل عليهما من لديه الملكة والشخصية اللتان تجعلانه أكثر حظًّا من زملائه، وإن لم يكن أوفر حظًّا منهم في الإمكانات والتأهيل..
الهولندي مارفيك لن يكون أفضل حالاً أمام اليابان الثلاثاء المقبل، إن سمح للمشرف الإداري طارق كيال بالجلوس إلى جواره أو لم يفعل؛ فهذا التقليد المحلي الذي لا نظير له في عالم الاحتراف إنما صنع هنا بالنفوذ تارة وبالإيحاء بضرورته للانضباط والتحفيز تارة أخرى، لكنه في الحقيقة عالم آخر لا علاقة له بعالم التدريب، بل حمل زائد ستتكشف مضاره الذي ألحقته بكرتنا ومسابقاتنا عندما يقضى عليه نهائيًّا في ملاعبنا يومًا ما.
صحيفة "ليكيب" الفرنسية حين اختارت من بين أفضل 50 مدربًا في العالم منتصف هذا العام مدرب "هوفنهايم يوليان" ناغيلسمان في المركز 29، وهو أيضًا يبلغ من العمر 29 عامًا، برر من رشحه "33 صحفيًّا" أنه سيتحول مستقبلاً إلى مدرب كبير، وقد يخطف الأضواء من مدربين أكثر خبرة منه، هذا يعيدنا إلى حقائق في عالم التدريب نتجاهلها، وهي مسألة اكتشاف الموهوبين في مجال التدريب من خلال تشجيعهم للانخراط في هذا المجال بدلاً من ربط ذلك بلاعب معتزل أو طالب وظيفة، أهل نفسه بالدورات اللازمة لتسميته "مدربًا" فقط.
المدرب الفرنسي أرسين فينجر يقول: "إنه عندما ينجح الأغبياء فإن هذا يجعلهم أكثر غباءً"؛ لذلك فنحن نظل ندور في فلك أسماء نعتقد أن لديهم الحل لأنهم في مناسبة ما تحقق معهم النجاح، بينما تكرار ذلك لا يتحقق لأنهم غير موهوبين حقًّا ولا يملكون دافع العمل من أجل كرة القدم، ولكن كمصدر رزق وقمة اهتمامهم أن ينهوا مهمتهم دون أن يتعرضوا لمشاكل تتسبب في الاستغناء عنهم، مع أن الفيلسوف الفرنسي "بول سارتر"، يرى أن في كرة القدم كل شيء معقد ما دام هناك خصم.