ـ أن يكون اللاعب الرياضي في حالة ذهنيّة رائعة، ولكنه جسديّا غير مهيّأ، ولياقته البدنيّة غير مكتملة، هي ذاتها أن يكون في حالة جسديّة رائعة، لكنه مشوّش ذهنيًّا، وغير جاهز نفسيًّا!،..
ـ بل إنه يمكن له في الحالة الأولى أن يكون أفضل قليلاً، أنْ يقدّم دقائق معدودة بشكل مبهج وإيجابي، قبل أن تشتكي العضلات من عدم جاهزيّتها فتبدأ بخذلانه!،..
ـ أمّا في حالة الارتباك الذهني، وقصور التأهيل النفسي عن إتمام عمله، فإن كل نشاط الجسد لا يمكنه أن يكون نافعًا، بل قد يكون شديد الضرر على اللاعب ومن معه!،..
ـ ليس مثل زين الدين زيدان لاعبًا، وكل ما فعله ميتراتزي في ذلك النهائي، هو أن أربكه ذهنيًّا، فكرة إيطالية: عندما لا تقدر على إيقاف جسد ماهر، فكِّر في نفسيّة صاحب هذا الجسد، فقد يكون أقل مهارةً مما تظن!،..
ـ نطح الإيطالي ما في صدر زيدان، على مرأى من الإثنين فقط، فنطح زيدان صدر الإيطالي على مرأى من الجميع!، طُرد زيدان وبعدها بدقائق رفع ميتراتزي كأس العالم!..
ـ أعترف: كتبت ما سبق ولم أكن أعرف إلى أين سيقودني الكلام، وكيف يمكن لي إيجاد قفلة، قفلها مارفيك، الله يفتح علينا وعليه!..
ـ مارفيك مدرّب أكثر من ممتاز، لولا تعاليه!، وإدارة المنتخب التي اختارته كانت أكثر من ممتازة، لولا قبولها بمثل هذا التعالي!..
ـ لا يمكنني التشكيك في رغبة، وجهد، اللاعب السعودي، لكن مارفيك كان بعيدًا، بموافقة إداريّة، تحوّلت مع المباهج الأولى إلى موافقة شعبية؛ فالمهم هو الفوز ونتائج الترتيب، وقد ساعد الحظ في جزء منها، ثم أننا بالفعل قدمنا عروضًا طيبة، لكنني حين أتذكّر المدّة الزمنية لهذه العروض المحترمة، أجدها في أسبوعين متفرّقين لا أكثر، أسبوع تعادلنا فيه مع أستراليا وكانت لنا الأفضلية الميدانية، وأنهيناه بعرض كروي رائع أمام المنتخب الإماراتي، استعدنا في الشوط الثاني منه تحديدًا كل أناقة الزمن الجميل، الأسبوع الآخر المُبشِّر كان في فوزنا المستحق على المنتخب العراقي في جدّة!،..
ـ كل ما عدا ذلك، كان مُربكاً، غير أن النتائج الإيجابية أحاطت الصورة بزركشات فرح خادعة!.
ـ اليوم نكتشف أننا في ورطة، وأنه لا مفرّ من تجاوز أحد أصعب المنتخبات الآسيوية في العشرين سنة الأخيرة، نتلفّت بحثًا عن أسباب الارتباك، يجد غيري من الأسباب ما هو أهم، أمّا عنّي فإنني لا أجد سببًا أكثر من البُعد النفسي الناتج عن البُعد الجسدي بين مارفيك ولاعبيه!..
ـ كان مارفيك يعرف أن الغياب مشكلة؛ فوضع للمشكلة مشكلة تحلّها: تثبيت الأسماء تحت أي ظرف!، تمت معالجة الصعب جدًّا بالمستحيل تقريبًا!،..
ـ إذ لا يمكن الوثوق بثبات المستويات في منافسة تبدأ في سنة وتنتهي في سنة أخرى!،..
ـ لا يعرف مارفيك نفسية اللاعب السعودي، ولا حتى جاهزيّة الجسد!، وهو يرى ـ وقد يكون محقًّا بعض الشيءـ أن هذه من مهام الأندية التي تضم هؤلاء اللاعبين، لكنه تجاهل قدرة هذه الأندية على تقديم لاعبين جدد في كل مركز، أكثر حيوية وموهبة ورغبة، مثلما تجاهل أن تطبيق خطة أي مدرِّب إنما تقوم في أهم جزء منها على رغبة اللاعب في رد الفضل لهذا المدرّب، الذي أشعره بعناية خاصة وثقة استثنائية ورهان جدير به!..
ـ اليوم، ليس لنا أكثر من التمنيات، وليس أمامنا غير الوثوق بمارفيك ولاعبي منتخبنا وإدارة المنتخب، وثوقًا بدأ اختياريًّا فكسبوا رهانه، وهانحن في نهاية المطاف نُجبَر عليه، آملين في كسب رهانه!..
ـ يا رب.. يا كريم..