|


عيد الثقيل
‏تأهلنا أو ما تأهلنا.. "وبعدين"
2017-09-06

لم يكن أكثر المتفائلين قبل بدء تصفيات آسيا المؤهلة إلى كأس العالم 2018 في روسيا، يتوقع أن ينافس المنتخب السعودي على بطاقة التأهل حتى المباراة الأخيرة في مجموعته الحديدية، بجانب أستراليا واليابان والإمارات والعراق.

 

البارحة لعب المنتخب السعودي اللقاء الأهم والأخير في هذه التصفيات أمام اليابان، والفوز بأي نتيجة يكفيه للتأهل المباشر لمونديال روسيا، وهو ما نتمناه جميعًا، ولكن كل هذا المشوار البطولي والمنافسة حتى الرمق الأخير لا تلغي أسباب التشاؤم التي أصابت غالبية مشجعي المنتخب السعودي، قبل بدء التصفيات، وأتمنى أن نعود إلى هذه الأسباب سواء تأهلنا البارحة إلى المونديال أو خسرنا بطاقة التأهل.

 

هذا التشاؤم الذي يلف الوسط الرياضي السعودي قبل بدء أي منافسة، ليس جديدًا وليس مقتصرًا على هذه التصفيات؛ فهذه الحالة تعيش مع المشجع الرياضي منذ أكثر من عشرة أعوام، وتحديدًا منذ آخر مشاركة في كأس العالم ٢٠٠٦ نتيجة العشوائية التي يراها المتابع في إدارة المنظومة الرياضية السعودية عمومًا، وتحديدًا فيما يخص المنتخب السعودي.

 

كان الوصول صعبًا لمونديالي ٢٠٠٢ و٢٠٠٦ وحلت البركة في طريق منتخبنا في ذلك الوقت، ولكن الإدارة الرياضية واتحاد القدم على اختلاف مسؤوليه لم يضعوا خطة واضحة واستراتيجية معلنة لإعادة الهيبة للأخضر السعودي، الذي تزعم القارة عقودًا طويلة، بل استمر الهبوط الفني والعمل العشوائي حتى فقد الأخضر السعودي كامل هيبته، وأصبح التشاؤم مسيطرًا على الشارع الرياضي قبل أي منافسة.

 

لا بد أن يتعامل اتحاد القدم ومن خلفه هيئة الرياضة الداعمة له مع نتيجة مباراة البارحة بعقلانية، بعيدًا عن العواطف؛ فمن حقهم كما الجماهير الرياضية الفرح بهذا الانتصار الكبير والعودة للوقوف بين منتخبات العالم الكبار، في حال كسب المنتخب السعودي اللقاء، ولكن لا بد ألا ينسينا هذا الفرح وضع خطة واستراتيجية واضحة ومعلنة لإعادة مجد الكرة السعودية، أما في حال خسارة منتخبنا لبطاقة التأهل البارحة لا قدر الله فلنبتعد عن القرارات والمسكنات الوقتية التي يتم التعامل بها لامتصاص غضب الجمهور السعودي، كما جرت العادة. 

 

لتكن خطتنا واحدة واستراتيجية إعادة مجد الكرة السعودية واضحة أيًّا كانت النتيجة. نحتاج إلى خطوات عملية يكاشف بها اتحاد القدم كل المهتمين في الوسط الرياضي، ويضع الأهداف ووقت الوصول إليها وهو وقت المحاسبة لهم جميعًا.

 

من حق اتحاد القدم ومسؤوليه علينا الوقوف معهم في بداية مهمتهم، وألا نحملهم كل سلبيات وأخطاء الماضي، ولكن من حقنا أيضًا أن نرى منهم عملاً مختلفًا وأهدافًا واضحة ومعلنة بعد هذه التصفيات أيًّا كانت نتيجتها حتى لا تستمر حالة التشاؤم والغموض التي تلف مسيرة الكرة السعودية منذ عشرة أعوام، وحتى لا نضع أيدينا على قلوبنا قبل أي منافسة سيشارك بها الأخضر.