|




عدنان جستنية
فرحة السعودي (غير) بوجه السعد والخير
2017-09-08

بمنتهى الصدق "المتناهي" والشفافية "المطلقة"، بعدما منَّ الله ـ عز وجل ـ على المنتخب السعودي بالفوز على المنتخب الياباني والتأهل إلى مونديال روسيا، من المؤكد أن هناك سؤالًا يطرح نفسه، وهو: هل كان لدى عشاق الأخضر بصيص "أمل" لبلوغ هذا الإنجاز "الصعب"؟ أعتقد أن الغالبية العظمى من الجماهير والشعب السعودي بعد خسارتنا أمام المنتخب الإماراتي، أصابهم "الإحباط" الشديد، وسيطرت عليهم مشاعر "التشاؤم"، إلّا قلّة قليلة، 

 

وهذه القِلّة لم تضع "الأمل" وحده نُصب عينيها تنطلق منه إلى أن حان موعد المباراة، وإنما كانت هذه القلّة تدرك أنه لا بد من توفر"مقومات" مهمة جدًّا تساعد وتدعم بقوة هذه الروح "المتفائلة" جدًّا؛ حتى يتحقق "المـُنى" والمراد، خاصة إذا تهيأت الظروف الزمنية والمكانية التي تشجعك على عمل ما تستطيع من جهد وعطاء لـ "تيسير" وتسهيل تلك المقومات.

 

 وقد ساهم في ذلك ولي العهد الأمير "الشاب" محمد بن سلمان، من خلال مبادرته "الكريمة" بشراء تذاكر المواجهة "المصيرية"؛ وتحفيزًا لجماهير الكرة السعودية على الحضور، وملء ملعب الجوهرة عن "بكرة أبيه"، وقد انطلقت فكرة "الدعم" الجماهيري عنده من مُنطلق "مقومات" فكّر فيها؛ حتى أصبحت "حافزًا" مهمًّا وقويًّا للاعبي الأخضر؛ للإحساس بـ "المسؤولية"، وتقديم كل ما لديهم من طاقة بدنية وإمكانات فنية؛ لـ "إسعاد" هذا الجمهور الذي لبَّى نداء "الواجب"، وتجاوب مع دعوة الأمير "المتفائل"، وبالتالي لم يكن لديهم أيّ "عذر"، فهم يلعبون على أرضهم، وبين جماهيرهم..

 

والدولة ممثّلة في وليّ العهد، وما قدمته من رعاية بالغة، ناهيكم عن الجهود التي قام بها كلٌّ من الاتحادين السعوديين السابق والحالي لكرة القدم، وأجهزة المنتخب الإدارية والفنية في اتحاد الكرة السعودي أيضًا، كل هذا الاهتمام يجب ألا يذهب سُدًى، وإنما يفرض عليهم أن يقابل بالشكر والتقدير الذي يليق بالحدث والمناسبة، وبكل من وقف معهم، وهذا ما حدث و "لله الحمد"، فقد كان هؤلاء اللاعبون عند "حسن الظن"، فكانت النهاية "السعيدة " بهدف "السم القاتل" فهد المولد..

والختام بعلامات الرضا ظاهرةً على محيّا وجه "السعد والخير" بعد صافرة الحكم الأوزبكي مباشرةً، وحالة "الفرح" التي غطّت كل مدرجات الملعب، وغمرت قلوب كل السعوديين، بل والمحبّين لبلد الحرمين الشريفين.

 

 خلاصة القول.. لن أبالغ إذا قلت وسطّرت أن "فرحة" فوز وتأهل منتخبنا هذه المرة كانت "غير"، فَلَو فاز على المنتخب الإماراتي، فالفرحة حتمًا ستكون "غير" ومختلفة أيضًا، إلّا أن "التفاف" ولي العهد بروح الشباب مع شباب هذا الوطن في مرحلة "صعبة"، أعطت صورة رائعة وجميلة، كانت لها معانٍ كبيرة وغالية جدًّا، وظهر ذلك جليًّا عقب نهاية المباراة واللقطة "التاريخية" من مخرج اللقاء، والتي خرجت "معبرةً"، إلى جانب "التفاعل" الذي لمسناه بعد تلك الابتسامة، ويداه التي كانت "تصفق" مباركةً هذا الإنجاز، من خلال جمهور بادله نفس الابتسامة والتهنئة، ثم الإعلام الرياضي وصفحات التواصل الاجتماعي، حيث كانوا جميعًا يعيشون أجواء مليئة بالبهجة والفرح، ناقلين بالكلمة والصور هذه الحالة الجميلة. 

 

عمومًا مبروك الفوز، وتهنئة من الأعماق لوطننا الحبيب على هذا الإنجاز، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده "وجه السعد والخير"، ولكل من ساهم في تحقيقه، بدءًا من رئيسَي الهيئة العامة للرياضة السابقَين "الأمير عبد الله بن مساعد، ومعالي محمد آل الشيخ"، وكل من الاتحادين السعوديين السابق والحالي لكرة القدم، والأجهزة الإدارية والفنية واللاعبين، وجماهير ملعب "الجوهرة" التي كانت هي أيضًا "غير"، بتأهُّلٍ كان لها دور كبير فيه، وفي خضم هذه المشاعر الفياضة "فرحًا"، لا أنسى أن أكرّر في هذا "الهمس" بتهنئتي لمعالي تركي آل الشيخ على الثقة الملكية بتعيينه رئيسًا للهيئة العامة للرياضة، سائلًا المولى له العون والتوفيق، وأن يكون خير خلف لخير سلف.