|


نبيه ساعاتي
ما بعد التأهل
2017-09-09

ـ عندما يشرف الأمير محمد بن سلمان اللقاء الحاسم نحو روسيا؛ فذلك غير مستغرب كونه يجسد واقع اهتمام قيادتنا الحكيمة بالرياضة والرياضيين، وللتذكير أقول إنه من احتضن الرياضة تحت مظلته في مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، كذلك فإن ولي العهد هو الذي فرض على الأشقاء الفلسطينيين اللعب على أرض محايدة، كما أنه من أمر بشراء تذاكر مباراة اليابان، وجاء حضوره ليتوج دعمه اللامحدود للمنتخب؛ فكان التأهل إلى المونديال نتاجًا طبيعيًّا لكل هذه الجهود.

 

ـ أنصف فأقول إن مارفيك أحد أفضل المدربين الذين مروا على الكرة السعودية عبر التاريخ، إن لم يكن أفضلهم؛ فغيره وجد نجومًا وإمكانيات بينما الهولندي صنع هذا المنتخب من لا شيء؛ فبعد سنوات الضياع جاء الرجل وعمل توليفة مميزة من اللاعبين وشحذ الهمم، واستطاع أن يستخرج منهم كل ما عندهم، ثم تمكن من توظيف ذلك لمصلحة المنتخب، حتى وصل بنا إلى روسيا، فشكرًا مارفيك.

 

ـ أثبت فهد المولد أنه اللاعب السعودي الأول في الوقت الراهن؛ فالمنتخب السعودي بواقعية لو لعب أمام اليابان "إلى بكرة" بمستوى الشوط الأول قبل إشراك فهد، لما سجل، ولكن المولد ساهم في تنشيط الهجوم كعادته في كل مشاركة، كما أنه دب الروح في لاعبي المنتخب وكلل جهوده بتسجيل هدف ولا أروع، صعد عبره المنتخب السعودي إلى المونديال.   

 

ـ عمر هوساوي كان نجمًا فوق العادة، واستحق نجومية اللقاء، ونواف العابد كان له بصمة؛ فهو الذي لا يدافع في العادة، إذ به ينقذ مرمى المنتخب من هدفين، كما أنه صنع هدف الفوز، ونجح الفرج في أداء دوره الدفاعي بامتياز، وعطيف بلا شك كان إضافة لخط الوسط، واستحق أن يكون أحد نجوم اللقاء.

 

ـ بصراحة عادل عزت عمل بشكل مختلف فاستحق الثناء، فنحن في انتظار الخطة التي وعد بالإعلان عنها بما يخص تجهيز المنتخب للمشاركة في المونديال، وكلنا ثقة بأنها ستكون مميزة، وستنعكس إيجابًا على الأخضر في المونديال.  

 

ـ الكرة بالنسبة لشباب جدة فن وإبداع وإثارة؛ لذلك تجدهم لا يترددون في دعم ومساندة أنديتهم، وقبل ذلك المنتخب؛ فيسجلون أعلى حضور، والأهم من ذلك الفاعلية التي كانت مؤثرة جدًّا في لقاء اليابان؛ فكان الجمهور اللاعب رقم واحد.

 

ـ الإنجاز الذي تحقق لنا مهم ويضاف إلى سجلنا الزاهي، ولعل الأهم الآن مرحلة ما بعد التأهل؛ فتسعة أشهر فقط تفصلنا عن انطلاق المونديال، ومن الأهمية بمكان أن نظهر بمستوى يليق بمملكتنا الحبيبة، وذلك من خلال وضع برنامج متكامل، يبدأ من الآن، بحيث تكتمل الجاهزية مع بداية أول مباراة لنا في روسيا، ويشمل ذلك النظام الغذائي وساعات النوم وتجميع لاعبي المنتخب كل شهر، لخوض مباراة ودية تبدأ بمنتخبات متواضعة ثم متقدمة، كذلك فإن وجود مارفيك من المفترض أن يكون بصفة مستمرة؛ حتى يتمكن من متابعة من يبرز لضمه ومن يتراجع لاستبعاده.

 

ـ كأس العالم ستنطلق في آخر يوم من شهر رمضان المبارك؛ ما يعني أن لاعبينا سيكونون متأثرين بتغيير ساعات النوم وتغيير النظام الغذائي أيضًا، ومن الأهمية بمكان التعامل مع ذلك باحترافية حتى لا يؤثر على مستوى اللاعبين داخل أرض الملعب، علمًا بأن التوقيت في روسيا هو نفسه في السعودية، كما أن متوسط درجة الحرارة خلال شهر يونيو المقبل ستكون تقريبًا 20 درجة بمشيئة الله، أي أن الطقس والتوقيت سيكونان لصالحنا.