|


فهد علي
إبراهيم الفريان وعمرو خالد
2017-09-10

في الثمانينيات الميلادية، طلع على الساحة السعودية وجه إبراهيم الفريان، ويُرجّح بعضهم أن شغفه الدائم للظهور أمام الكاميرات، يعود لطفرة هرمونية نادرة يفرزها جسده، وخلل بتركيبته؛ ما جعل من إبراهيم يقدّس ويُعلي من شأن الشهرة، لتصبح عنده بمرتبة الغريزة. أنا شخصيًّا أحب الفريان لسبب بسيط؛ لأنه رجل صادق بصورة "درويشية وبدائية"، يمد يده نحو الشهرة دون أن يقدّم مُنتجًا، معترفًا لنا منذ البدء بخلوه من المواهب ولا يبتغي إلا المكانة الاجتماعية التي يظن سيحصدها من خلال معرفة عامة الناس به. 

 

رجل نافح حتى حصد لقب "ملك الفلاشات"، الذي بات مدعاة للفخر عنده، لم يفرح طويلاً، فالمسكين قد قاسمه دعاة الأضواء ـ ودعاة علم النفس ودعاة الاقتصاد ـ ليظل بعدها بعيدًا وصغيرًا لا يُرى. ازداد هول مصيبة الفريان في زمن وسائل التواصل، إذ حين حدّقت مساء البارحة على حسابه الشخصي في تويتر رأيته يستجدي قناة مداخلة تلفزيونية لخمس دقائق.

 

 إن فداحة أخطاء الفريان عرقلت مسيرته نحو جنّة الشهرة، واستفاد الكثيرون من أغلاطه، فبدأ الآخرون بعده يتبضّعون ويتسلحون بما يعتقدون أن ينال قبولاً عند الناس، تقاسمت اختياراتهم بين الفلسفة والفكر والشعر وما إلى ذلك، رحبّت بهم الجماهير المتجمهرة في الساحات، أمّا الفريان خالي الوفاض من ليس بجعبته غير نيّته السليمة، بات حزينًا ومتقرفصًا يبكي خيبته، بعدما انفض عنه الناس والتفتت إلى غيره عدسات الكاميرا. 

 

في الأسبوع الماضي تذكرت الفريان بعد ظهور الداعية "عمرو خالد"، وهو يرتجي الله أمام الكاميرا والميكروفون ـ الله أعلم بسريرته ـ كدّس الدعاء للمعجبين بصفحته في الفيسبوك. 

 

معللاً ـ عمرو خالد ـ فعلته، بقول: "إن المعجبين في الصفحة يقدّر عددهم بعشرين مليونًا". 

 

أي بذات عدد المواطنين السعوديين يا الفريان، فأسدي نصيحةً لك: الناس محبطون ومجرحون ويغصّون في كل مساحة بالوطن العربي إنهم لا يتّبعون إلا من يبشِرهم بشفاء أوجاعهم؛ فالفرصة مواتية حتى الآن لتكون أكثر شهرة وحضورًا، فدع لهفتك بكرة القدم واترك مونديال روسيا، ولكي تُعيد وهجك القديم تخصص "علم نفس"، ثم أقبل لتربت علينا بأمانيك وأدعيتك.