كان من أفضل ما تم الاستفادة منه في محاربة الفكر الخطير التكفيري الذي يختطف الناشئة في المجتمعات الإسلامية هي المراجعات التي كتبها قادة الفكر الجهادي من داخل السجون المصرية وأقصد مراجعات أكرم زهدي وناجح إبراهيم وآخرين حيث كتبت بلغة المجرب وبأدلة وحقائق وبراهين لا يجد العاقل إلا القناعة والتراجع عن أي فكر متطرف خارج عن الإسلام يقوم به هؤلاء الذين يفجرون ويقتلون ويخربون ويستهدفون الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وآبار النفط وأماكن السياحة والتعليم والتجارة والصناعة في البلدان الإسلامية.. وكمتابع لهذا الفكر المتطرف فإن غالبية الذين يقتنعون به هم من السذج والضالين الذين يفتقدون للفهم الإسلامي الصحيح فتأخذهم قلة الفقه والحماس الجاهل وقلة التعليم وعقدة التخلص من الذنوب الكبيرة التي ارتكبوها واختصار الطريق للحور العين للقضاء علي غليل الشهوة وثوبتها داخل النفس المحبطة والهائجة فيكون التأثر بالقادة كبيراً ويكونون هم المبرر لقتل النفوس التي حرم الله إلا بالحق، أما المخططون فهم ليسوا في عجلة من أمرهم للدخول للجنة ولهذا يدفعون غيرهم عبر إمدادهم بالمال والسلاح والخطب الجماعية الهوجاء ليكونوا وقوداً بينما هم يختبئون في حصون مشيدة حباً للحياة وتأخيراً للقاء الحور العين حتى يقتل أكبر قدر ممكن من الشباب كما يحدث في العراق وكما حدث في الجزائر وأفغانستان ونهر البارد ومناطق كثيرة من أنحاء العالم الإسلامي.. ولهذا فإن مراجعات الجماعة الإسلامية في مصر كفيلة بالقضاء على هذا الفكر لأنها ليست من علماء لم يعيشوا التجربة وإنما يتحدثون كنصوص وفكر ديني سليم وبالتالي فلا مرجعية لهم عند هؤلاء أما مراجعات السجون فهي تأتي بعد تدبر وبحث عن الحق.. ومن قرأها بإمعان وأعطاها لكل مشكك ومقنع لهذا الفكر سيجد سرعة تراجعه وعدوله عن فكره إذا كان واعياً ومدركاً لما يفعل.. ونجحت جريدة الحياة مؤخراً في نشر مراجعات السيد إمام وهو صاحب كتب خطيرة اعتمد عليها هذا الفكر في نشره ومراجعاته صادقة ومقنعة وواضحة وعلى الدول الإسلامية الحرص على نشرها بين الشباب في مواجهة هذا الفكر لأنها تقوضه من الداخل وبلسان أحد أعمدته الذي يسخر وينتقد قادة هذا الفكر الذين ليست لهم مرجعية شرعية وإنما حماس واندفاع وإصرار على الخطأ.. فشكراً لجريدة الحياة وشكراً لمن نشرها ومن يسهم في نشرها وترويجها بين الشباب المخدوع والمتأثر بهذا الفكر المريض الخطير الضال.