كان تقريبا 70% من حضور منتدى التربية والتعليم الخامس عن التعليم والعولمة الذي عقد مؤخرا في المغرب ونظمته مؤسسة الفكر العربي من إنتاج العولمة إذ هم من الدارسين في جامعات غربية وشرقية بعيدة تماما عن المجتمعات التي نشأوا فيها والمعتقدات التي تربوا عليها ولهذا كان الاتجاه ذا رأيين مختلفين الأول ينطلق إلى أن التربية المفتوحة بتعليم لغات أجنبية أو إدخال جامعات أجنبية أو التعليم على الطريقة الغربية سيؤدي إلى ذوبان الهوية العربية والإسلامية لأنه تعليم مادي هدفه التعليم من أجل العمل المادي بعيدا عن القيم والأخلاقيات الحضارية في الإنسان وهذا النوع من التعليم سيعمق الماديات لدى الأجيال وستكون المادة هي محور حياتهم ومرتكز أهدافهم في اكتساب المعرفة، والاتجاه الثاني هو أن العالم قرية كونية وبالتالي ينبغي أن يكون التعليم بهدف أن يعمل الإنسان في أي مكان في العالم ومن الأهمية الاستفادة من التجارب العالمية الناجحة والتركيز على تعلم اللغة العالمية الأولى الآن وهي الإنجليزية وذلك من الصف الأول الابتدائي بعيدا عن الشعارات والمزايدات وذلك عبر التعليم الحكومي وليس فقط عبر التعليم الأهلي الخاص بالموسرين والقادرين فيتخرج أبناء الذوات قادرين على مواكبة العالم والعمل في أي وظيفة وفي أي مكان في العالم بينما تضيق الفرص على أبناء الفقراء والمحتاجين فتسد في وجوههم الفرص في المجالات السياحية والاقتصادية والتنموية والتي تعتمد في كافة بلدان العالم على اللغة الإنجليزية ولهذا عندما تضيق الفرص في بلد ما فإن هؤلاء الأبناء من القادرين من الممكن أن يعملوا في أي بلد آخر وألقيت أوراق عمل كان أهمها الورقة التي قدمها صالح كامل عن التعليم الاقتصادي وهاجم مجانية التعليم كما أشاد بتجربة ناجحة كما قال وهي تجربة مدارس سعيد لوتاه في الإمارات والتي اختصر الدراسة لكي يتخرج الطالب وعمره 16 عاما مزودا بالأشياء الضرورية له في تخصصه بعيدا عن الحشو والزوائد من الكلام وقدم أمثلة من الواقع على خريجين في المحاسبة والطب والهندسة وغيرها من المجالات يتبوأون مواقع مهمة في مناطق متعددة من العالم وهم من خريجي هذا النوع من التعليم الذي فيه يتخرج الطالب من سنوات التعليم بما فيها الجامعة وعمره 16 عاما، وكنت أتمنى دعوة سعيد أو من ينيبه لتقديم عرض لهذه التجربة وسعدت بأسماء ومشاركات لوزراء تربية كالدكتور ماجد النعيمي من البحرين والدكتورة نورية الصبيح من الكويت وغيرهما وتفاوتت مستوى المشاركات بين المتميزة في طرحها وتجربتها مثل التجربة في ماليزيا وبين أطروحات من أكاديميين وتربويين لا تليق أن تكون في منتدى يتبع مؤسسة الفكر العربي وتكررت وجوه لا تقدم شيئا جديدا وغابت وجوه مهمة كما ازدحمت المشاركات بمستوى خبرتها ولم يقدم لرؤساء الجلسات أنظمة واضحة في كيفية إدارة الجلسات فاختلط الحابل بالنابل وكثر الكلام لمحاضرين وضاع الوقت على حساب آخرين بسب سوء إدارة الجلسات، ورغم الجهد الكبير الذي بذل إلا أن مستوى المنتدى لم يواكب الانفجار الكبير المعرفي ويكفي مثالا على ذلك ورقة الدكتورة نورية الصبيح التي ظلت تقرأ بيان عمل دون أن تقدم فكرا جديدا.