|


د. سعود المصيبيح
سلام القاطع
2008-12-09
(سلام القاطع يوم العيد) مثل شعبي يتردد أيام الأعياد عندما يتواصل معك أناس افتقدتهم منذ زمن طويل، ويجدونها فرصة للتواصل والسلام والتهنئة وتجديد العلاقة والسؤال عن الأحوال، ولهذا شرع الله الأعياد لإحياء العلاقات الإنسانية وتجديدها، وهنا يختلف الفعل عند البعض، فهناك من يتضايق من حجم التواصل ومن المفاجأة بكثرة الاتصالات والرسائل النصية القصيرة التي يكون عددها كبيراً إلى درجة أن المتلقي لا يكاد يعرف عددها من كثرتها، وهناك الجانب المتفائل ممن يأخذ هذه الاتصالات والرسائل بمأخذ الجد، ويفرغ لنفسه وقتاً طويلاً لرصدها وكتابتها ومعرفة المتصلين والمهنئين، ثم الرد عليهم وشكرهم على تهنئتهم بنفس طريقة التواصل، ولهذا فإن المثل أعلاه فيه نظرة سلبية تجاه المتواصلين، لأن الناس خلال الأيام العادية لديها همومها المعيشية ويقتصر تواصلها على المقربين من الوالدين وأفراد الأسرة والأصدقاء المحيطين، أما في الأعياد فهي فرصة للصفاء والنقاء وتبادل التهاني ونسيان الحزازات والاختلافات وتنقية ما يعتري العلاقات من سوء فهم أو اختلافات في الرأي، ولهذا علينا أن نبدي السعادة بكمية التواصل وأن نأخذها مأخذ الجد، وأن نسعد بها، وألا تكون نظرتنا سلبية بحيث نقرنها بالمصالح أو الحصول على منافع، وأن نحمد الله عز وجل أن جعل لنا في قلوب الآخرين حجة ظاهرة بهذا الحجم الكبير الذي دعاهم لتذكرنا والسؤال عنا وتهنئتنا بالعيد دون الدخول في النيات وإعطاء التفسيرات السوداوية.
أهلاً بالقلوب البيضاء المهنئة وفرصة لفتح صفحات بياض في علاقتنا الإنسانية تقوم على الصفاء والتسامح والنبل والإخاء، وقد يكون مأخذي على بعض هذه الرسائل النصية الكثيرة التي قد ترد للفرد منا هو تكرار قراءة نفس الرسالة ونفس العبارة من عدة أشخاص، وهنا تأتي الرسالة روتينية مكررة.. لكن الأجمل أولئك المبدعين الذين يصوغون رسائلهم بأنفسهم، وتحس فيها بإبداع من كتبها وصاغها، ويكون تأثيرها على الإنسان كبيراً، وتحمل عبارات رقيقة فيها رسالة لتقوية العلاقات الإنسانية وتصفية القلوب، ولهذا تحتفظ بهذه الرسائل وتعطي أصحابها الأولوية للرد والتواصل.
عيد مبارك وكل عام وأنتم بخير