|


د. سعود المصيبيح
ممتاز نور
2008-12-18
ممتاز.. أقولها لنجم نادي الاتحاد الكابتن محمد نور، عندما أدار موضوع تجديد عقده بشكل احترافي حتى يستطيع أن يكسب لنفسه ولأسرته المبلغ المناسب لطموحاته ومستواه الفني المتصاعد، حيث ظل نور يفاوض ويناور ويتحدث إلى المؤثرين من أعضاء الشرف بشكل يضمن به حقوقه وبدون أي مجاملة، كما أنه تصرف التصرف الرياضي المناسب لمجال الاحتراف، خصوصاً أننا نخوض لأول مرة دوري المحترفين بصيغته الدولية المعروفة، وهو عمل الأمر المناسب والعاقل عندما أوضح بطريقة أو بأخرى بأنه لا مانع لديه من اللعب لناد خصم للاتحاد وهو نادي الهلال، إذا كان العرض المادي أفضل من عرض الاتحاد.. وهذه عقلية رياضية واقعية وتتناسب مع عصر الاحتراف. وهذا جعل الهلاليين يجمعون أنفسهم للظفر بنجم مميز مثل محمد نور، خصوصاً أنهم أكلوا مقالب باللاعب البوليفي وباللاعب السويدي اللذين دفعت لهما مبالغ مالية طائلة، خصوصاً الأخير الذي كان يمكن للهلاليين إحضار ثلاثة لاعبين محليين متميزين وبتسجيل كامل لسنوات طويلة، بدلاً من هذا اللاعب الذي يفوقه نور بمراحل من حيث المستوى الفني واللياقي والمجهود وداخل الملعب والمردود في النتيجة على الفريق.
هذه العقلية الاحترافية الواعية لمحمد نور ليست فقط على المستوى المادي وإنما التفكير في حب الناس وشعبية الهلال الجارفة، فهو استطاع أن يكسب جماهير العميد وأصبحت له شعبية كبيرة عندهم، فما المانع أيضاً أن يكسب شعبية الزعيم المعروفة وجماهيره التي تقدر النجوم وتحتضنهم وتشجعهم.. وهو هنا يكمل مسيرته الرياضية في ناد مثل نادي الاتحاد وفي شعبيته وعراقته، كما أن هذا التصرف حرك أعضاء الشرف في نادي الاتحاد بسرعة تحقيق مطلب محمد نور والقبول بالمبلغ الذي طلبه، وأن أي تردد منهم يعني خسارة نادي الاتحاد له وذهاب اللاعب للفريق المنافس الهلال.
إن هذا الاتجاه من اللاعبين يجب أن يكون مقبولاً ويشجع عليه، بحيث يتم قبول أن يلعب النجم بكل إخلاص للشعار الذي يرتديه والمرتبط بعقد معه، وعندما ينتهي العقد يذهب ويبذل الجهد لتمثيل فريقه الجديد دون أي شعور بالتردد أو باللوم العاطفي، فهذه عقلية الاحتراف التي رأينا فيها نجوماً يلعبون في أندية ثم ينتقلون للعب لأندية الفريق الخصم ويعطون بكل إخلاص أفضل ما عندهم من مهارة ومستوى.
إن اللاعب السعودي لا يزال يأخذ أقل من حقه عطفاً على الاستثمارات الهائلة لكرة القدم سواء في مجال الإعلانات أو حجم المشاهدين أو حقوق النقل التلفزيوني التي ربما تصل قريباً المليارات، وما يأخذه اللاعب هنا يعد زهيداً جداً قياساً بما يأخذه اللاعب في أوروبا مثلاً، فلعل عقلية النجم محمد نور تسود جميع اللاعبين ليحفظوا حقوقهم.. خصوصاً أن الكرة مرتبطة بزمن معين وعمر معين واللاعب فيها معرض للشحن النفسي وضغط التدريب والمعسكرات والمباريات وكذلك الإصابات التي قد يقضي بعضها على مستقبله الرياضي.