الزحام الشديد في مدينة الرياض أصبح لا يطاق وأدى ذلك إلى سلوك متوتر نزق يحمل الغضب وسرعة الانفعال تجاه أي شيء.. البعض بصوته.. حيث السباب والشتم أعزكم الله سواء كان زجاج النافذة مفتوحاً أو مقفلاً أما الذين يشعرون أن الشوارع لهم وحدهم فإن سرعتهم الجنونية وتحريك السيارة من جهة إلى أخرى بطريقة بهلوانية تجعلك تفقد أعصابك فإن الرد سيكون من "العجراء" تحت المرتبة وهذا ما أصبح ملاحظا من تجمهر الناس حول سائقين يحصل بينهم عراك والأكثرية للأسف من الشباب الطائش الذي يفتقد للأدب والأخلاق والسلوك الحسن... إن استمرار حالة الزحام وعدم التعامل معها بجدية سيولد مشكلة كبرى في السنوات القليلة وهذه كلمات قالها قبل أشهر في ندوة مرورية سمو الأمير الأنيق النشيط عبدالعزيز بن عياف الذي حذر من زحام الرياض الذي لا يزال المسؤولون عن النقل في مجال الدراسات والتخطيط لا يحركون ساكناً ولا يبتكرون أفكاراً ولا يستوردون تجارب من دول متقدمة.. فكرة ربط عدد الأشخاص داخل السيارة بتسهيل في المسار الأسرع يمكن أن يشجع الناس على استخدام سيارة واحدة بدلاً من ثلاث سيارات وكذلك الحزم مع الشاحنات ومع السيارات التي تلوث الجو أو المبتدئين الذين يتعلمون دون أن يكون لديهم الإلمام بأصول القيادة.. والمؤسف أن الوعي التأميني الضعيف لدى بعض المواطنين مكن العديد من شركات التأمين من التلاعب والتنصل من واجباتها... وعلى هذا فإن المرور مشكلة حضارية ثقافية اجتماعية تربوية نفسية تقنية هندسية قانونية نظامية شرعية ينبغي التصدي لها بقوة فليست المشكلة في حوادث الطرق التي أصبحنا المركز الثاني عالمياً حسب آخر دراسة وبستة آلاف قتيل سنوياً وإنما ضياع الوقت والجهد والمال لأن "المشوار" الذي سيأخذ عشر دقائق في الأحوال العادية أصبح يطول إلى ساعة ونصف وهذا يخلق التوتر والضيق والمزاج الصعب جدا.