وصلتني رسالة على الجوال بعنوان تحذير بنكي.. ونصها (حافظ على بياناتك البنكية بعدم إفصاحك عنها لأي شخص)، ومذيلة باسم لجنة التوعية المصرفية. وقبلها قرأت مقابلة موسعة في جريدة الاقتصادية عدد الأحد 14 محرم 1430 مع خالد أبوعبيد رئيس لجنة التوعية المصرفية المنبثقة عن البنوك السعودية، شرح فيها أعمال هذه اللجنة ونشاطها التوعوي لخلق بيئة تنويرية للمواطنين في كيفية المحافظة على سرية الحسابات الخاصة وحمايتها من الاختراق والاحتيال. وقال أبو عبيد بأنه يصعب حصر أساليب الاحتيال المالي نظراً لتطورها السريع، مشيراً إلى أن أساليب الاحتيال الإلكتروني تستحوذ على النصيب الأكبر من عمليات الاحتيال التي يتعرض لها عملاء البنوك على المستويين العالمي والمحلي، وتعد الأكثر تعقيداً والأسرع تطوراً. وأضاف بأن غالبية عمليات الاحتيال سببها عوامل عدم أو قلة الوعي والإهمال من قبل الضحية وعدم الالتزام بتعليمات الحماية التي تقدمها البنوك، معتبراً حصر العمليات المصرفية ضمن قنواتها المشروعة والمعتمدة يمثل جداراً آمناً للعملاء للوقاية من الوقوع في أي محاولة للتضليل، وعدد أبو عبيد إرشادات مهمة لعملاء البنوك.. أهمها التجاهل التام وعدم الرد على رسائل البريد الإلكتروني التي يطلب مرسلوها أية بيانات شخصية، لأن البنوك لا يمكن أن تطلب شيئاً من هذا القبيل عبر البريد الإلكتروني، التأكد من عناوين المواقع الإلكترونية للبنوك والجهات المصرفية والمالية تماماً والتحقق من صحتها قبيل إجراء أية عملية مصرفية بواسطتها، وعدم الكشف عن أي بيانات تتعلق بالحساب المصرفي أو الرقم السري أمام الآخرين أو في الأماكن العامة.. تحصين جهاز الحاسب الآلي ببرامج الحماية من الفيروسات.. والتعامل بتحفظ مع البطاقات الائتمانية من خلال مراكز التسوق المعروفة وعدم تسليمها لأي شخص.. إلى آخر التعليمات التي تتطلب الاستمرار عبر مختلف وسائل الإعلام واللوحات الإرشادية ومراكز التسوق والملفات التعريفية التي توزع في الأماكن العامة ومراكز الصحف، إذ لازال الجهد المبذول من البنوك أقل من المطلوب وهي مثل أنشطة عديدة للبنوك مازالت قاصرة، ويتمثل ذلك في الزحام الشديد التي تشهده الفروع وقلة الموظفين وكثرة أعطال مكائن الصرف وعدم جاهزيتها وضعف الحوافز والرواتب للسعوديين وبطء التوظيف والتدريب بل والجرأة في التسريح والفصل مؤخراً، أعود لحملة التوعية المصرفية وأتوقع أن البنوك كالعادة ستسهم بالقليل في ميزانية هذه الحملة وجهود أبوعبيد مقدرة ومتميزة، ولكن نتحدث عن عملاء بالملايين لا يزال حسن الظن والثقة الزائدة موجودة للأسف لديهم، فتجد من يقف بخبث ليطلب تمرير عملية لعميل حسن الظن ويعطيه المال ويقوم العميل بتنفيذ العملية وذاك يطالع ويعرف رقم الحساب، أو أمام مكائن الصرف الآلي لاستغلال كبار السن وقليلي الخبرة في الأعمال البنكية.