|


د. سعود المصيبيح
المذيعات والمذيعين
2009-02-15
أرأف بحال معظم المذيعين والمذيعات الذين يخرجون على القنوات الفضائية يقدمون من خلالها مختلف البرامج المنوعة حيث يظهرون كأمساخ شكلية بلا روح ولا طعم ولا لون ولا رائحة.. وذلك بعد شيوع ظاهرة النصوص المقروءة المسجلة على الشاشة التي يكون فيها المذيع مرددا لكلام مكتوب بحذافيره وعليه ألا يخرج عن النص قيد أنملة.. حتى الحركة محسوبة.. فإذا كان هناك مذيع ومذيعة فإن هناك جملا محددة يقرأها كل واحد منهم ثم يلتفت بجسمه في حركة مفتعلة بليدة لينظر للطرف الآخر ثم بعد جملة أخرى يلتفت إلى كاميرا أخرى وهكذا بشكل آلي مبرمج يفتقر للروح والأداء والتصرف التلقائي وشخصية هذا المذيع أو تلك المذيعة.
إن هذا الأسلوب أصبح واضحاً في نشرات الأخبار وفي البرامج المنوعة التي تقدم من المحطات العربية المختلفة كالقنوات السعودية والقنوات الإماراتية واللبنانية وقنوات آل أم بي سي والمجد وغيرها.. وهنا تحتار من هذا الوجه الذي ينظر إليك بشكل مستمر وبشكل متصلب دون أن ينظر إلى ورقة مثلاً وهو في الواقع ينظر إلى جهاز البروجكتر الذي أمامه حيث أعد النص من قبل فريق الإعداد وعليه فقط قراءة النص بشكل آلي حرفي ثابت.. وإذا كنا نتفهم ذلك في نشرات الأخبار الرسمية فإن ذلك غير مقبول في البرامج التي ينبغي أن يكون فيها روح المذيع وشخصيته واستعداده وأداؤه وثقافته بدلاً من الصنمية والتكلف التي نشاهدها الآن طبعاً المذيع والمذيعة مفروض عليهما التقيد بتعليمات المعد وسلطته وإلا فإن الإبعاد سيكون نصيبه.
رجاء نحتاج إلى روح المذيع وأسلوبه وعفويته.. وأطالب هنا كمشاهد بإلغاء أجهزة البروجكتر فما أجمل عفوية المذيع ونزول رأسه لمراجعة الورقة بدلاً من هذا التصلب المزعج للمشاهد ونفسيته.