|


د. سعود المصيبيح
إسعاد المسلم
2009-04-26
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظاً، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام وإن سوء الخلق ليفسد العمل، كما يفسد الخل العسل) صحيح الجامع ..هذا الحديث النبوي الشريف مدرسة كاملة في الأخلاق والنبل والطهارة والتسامح يستوجب دراسته وتبيينه وتوضيحه ليس في مقالة صحفية وإنما في ندوات وخطب ودراسات كاملة ليصل إلى وجدان كل مسلم... فهو يبين أن الله سبحانه وتعالى يحب الذي ينفع الناس ويكون في خدمتهم ويدخل السرور على قلوبهم ويكشف كربتهم ويقضي عنهم ديناً ويكون كريماً مع المحتاجين والبؤساء والجوعى فيطرد الجوع عنهم.. وهي أعمال أخلاقية لا يقوى عليها إلا ذوو النفوس الزكية العظيمة المتفائلة المبتسمة... فكم موظف يذكره الناس بالخير لبشاشته وصبره وحلمه وحبه لمساعدة الناس ليس لأنه يعرفهم أو راجعوه من طرف فلان أو فلان أو يبتغي مصلحة منهم وإنما لأنه لا يعرفهم ولا يوجد معهم أحد ولا يعرفون أحدا فجاؤوا يراجعون لإنهاء أعمالهم فوقف الشهم معهم وصبر على تسرعهم وحدتهم وبساطتهم وحرص على أن يوجههم ويساعدهم ويخفف عليهم لتنتهي حاجتهم فيراهم مسرورين سعيدين بعد أن أزال عنهم بإذن الله الضيق والتوتر بل تجدهم يعترفون بجميله ويدعون الله له وما أجمله من سلوك ونبل وطيبة.. ليس فقط في العمل وإنما تفقد أحوال الناس والسؤال عنهم وتقصي أمورهم وتبني احتياجاتهم ومحاولة مساعدتهم.. وكما قلت هذه تحتاج لمجاهدة النفس وترويضها لأن النتيجة هي حب الله عز وجل وما أروعه من حب... وللحديث بقية.