امتداد لأخلاقيات النجوم الرياضيين، نعود لسلوك كابتن المنتخب السعودي ونادي الهلال الموهوب ياسر القحطاني، والذي أشدت كثيراً بأسلوب حديثه وفصاحته ومنطقه الجميل عندما استلم جائزة الموهوب الرياضي في عسير، ووردني خطاب شكر من والده سعيد القحطاني.. وأعرف أن ياسر متعلم وحصل على درجة علمية جيدة (حسب معلوماتي)، وبالتالي لايمكن مقارنته ببعض اللاعبين، وهم للأسف الغالبية في أنديتنا الذين لا يشجعون على التعليم ويتم تركيزهم على الكرة فقط، ولو أجريت دراسة علمية بشهادات لاعبينا لتمت إصابتنا بالإحباط، وهنا لا أربط بين الأخلاق والشهادة، فهناك نجوم مبدعون في الكرة والأخلاق لم تمكنهم ظروفهم من التقدم في التعليم، ولكننا نفتخر أن كابتن المنتخب السعودي في فترة سابقة هوحامل شهادة الدكتوراه وعضو مجلس الشورى د. خالد التركي، وهناك الدكتور عبدالرزاق أبوداود اللاعب النجم بأخلاقه وتعليمه، ونسعد بمشاركاته التي أتمنى أن يلقي الضوء في كل مرة على الجانب الأخلاقي والتعليمي للاعب، وهناك أحمد عيد نجم كبير وعضو اتحاد كرة القدم، وهناك ابن الأخ فهد بن محمد المصيبيح الذي لن تمنعني قرابتي له من الإشادة بأنه علامة فارقة في تاريخ الكرة السعودية في النجومية والتميز الدراسي بحصوله على الشهادة الجامعية والتميز الأخلاقي في تعامله وانضباطه وتقدير الجميع له، وهناك نجوم مثل خميس الزهراني ومحمد الشلهوب ومحمد الدعيع وغيرهم مميزون في أخلاقهم ومستواهم الدراسي، وأعود مرة أخرى لياسر، فالعبء عليه كبير كنجم موهوب في أن يواصل تألقه الرياضي والأخلاقي، وهو في الرياضة في زمن محدد ولكن نعول عليه لخدمة وطنه في سنوات طويلة مقبلة سواء كان في الرياضة أو غيرها، ويكفي ما جاءه من لوم عقب مباراة الهلال مع الأهلي الإماراتي، ومن ذلك عنوان جريدة الوطن في صفحتها الأولى (الملاكم ياسر القحطاني)، وهي صفة أكيد لن يحبها ياسر، وسعدت بتصريحات الأمير عبدالرحمن بن مساعد في هذا الموقع، وكذلك اعتذار ياسر وندمه على ما صدر منه، ونأمل أن تكون هذه آخر الأخطاء، وهو قادر بإذن الله على ذلك هو وغيره من نجومنا الوطنيين، وأذكر في المقالين السابقين إسعاد المسلم والكاظمين الغيظ لأقول بأن نجومنا الرياضيين يقومون بجهد كبير وتحمل نظام المعسكرات والتمارين الشاقة، ولكن في نهاية الأمر هم يسعدوننا ويمتعوننا بمستواهم الجيد، وبالتالي نطلب أن يكون ذلك مقروناً بالأخلاق الحسنة القائمة على مبادئ الدين الإسلامي القويم.