الحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه، وهو حمد الشكر على نعمة الستر والعقل والتواضع. وما حدث لرجل الأعمال الضخم هشام طلعت مصطفى عبرة لكل من طغى وتجبر، فقد كانت الصحف السعودية بإعلاناتها كثيراً ما تعلن عن مشاريع هشام طلعت مصطفى. وتوقفت عن زيارة القاهرة لارتباطاتي وزرتها قبل أربع سنوات، فأخذني صديق إلى مدن ومشاريع عمرانية في القاهرة والإسكندرية تقيمها شركة هشام طلعت مصطفى، فوصل هشام أقصى ما يريده الإنسان من الشهرة والمال، ثم دخل المجال السياسي وفلاشات التصوير للمنصب العام، ودخل مجلس الشعب فأصبح في قمة النجاح، وهنا معيار نجاح الإنسان وتوازنه... حيث يحصل على المال والجاه والشهرة فيعتقد أن كل شيء أصبح بمتناول يده، حيث الزوجة والأولاد والثراء الفاحش وآلاف الموظفين والموظفات وآلاف المراكز التجارية والعمرانية، فينقاد لشهواته وإرضاء غروره وسطوته، فدخل في صراع المرأة وأعتقد أنه بالتحريض على قتلها ينتهي كل شيء، ولا أعلم ولا أقول إنه ربما اتخذ هذا الأسلوب مع آخرين قبلها ولم يكتشف، وتوقع أن جمع المال والثراء والجاه سيحمي سلطته وقوته ومكانته، ولم يعرف أن دعاء المظلوم ليس بينه وبين الله حجاب.. فسقط من علو شاهق وحكم عليه بالإعدام. ولن أقول إن التقنية الأمنية في دبي سبب في القبض عليه، ولكن أقول هي إرادة الله سبحانه وتعالى في إعطاء المثل لمن يماثله من أصحاب المال والثراء والنفوذ في ألا يتسلطوا على الناس، وأن العدل هو أساس كل شيء، وأن الله ناصر كل مظلوم. وجاء حكم الإعدام لأن الله أعطى القضية لنائب عام أمين ولقضاة يخافون الله كان من الممكن أن يخضعوا لأكبر إغراء قد يشمل التنازل عن كل ما يملك في سبيل أن يعيش، وأدعو الله عز وجل أن يواصل القضاء كلمته، وأن تحترم أياً كانت فإن أقر الحكم من الاستئناف أو لم يقر.. المهم أن العظة من الحدث حصلت... وهذا درس للشباب في أن الحياة مبادئ وقيم وتعاون مع الجميع وليست غروراً وبطشاً وتسلطاً.