الشباب الذين اجتهدوا في الإنكار على عرض فيلم مناحي في مركز الملك فهد الثقافي انطلقوا من قناعاتهم وتصورهم للحقيقة والصحيح ومن واقع قراءاتهم وفهمهم للحلال والحرام وبالتالي فهم يمثلون شريحة من المجتمع ينبغي حسن الظن بها وإعطاؤها المساحة من الحوار وإبداء وجهة النظر ما دام أن لديها الرغبة في إشهار وجهة نظرها وأرى أن هؤلاء الشباب إما طلبة في التعليم العام أو في التعليم الجامعي وربما يعملون هنا أو هناك أو حتى بدون عمل بالتالي الحل الأمثل لإقناع الشباب هو حوارهم بالتي هي أحسن وإتاحة الفرصة لهم لإبداء وجهة نظرهم سواء في مسجد الحي مع الخطيب والعالم المتمكن أو في المدرسة مع المعلم المقنع العاقل أو في الجامعة مع أستاذ الجامعة المثقف والملم بأصول الحوار ومبادئه، وقد يقول قائل: إن طبيعة الشباب هي العنف والصراخ والتلفظ بالألفاظ وعدم الاستعداد لسماع وجهة النظر الأخرى، وهذا واقع ولكن أمامنا مشروع ضخم هو مشروع الملك عبدالله للحوار المتمثل في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وهذا هو مجاله في التدريب الفعلي والحقيقي داخل ورش العمل في المدارس والجامعات وإتاحة الموضوعات التي تستقطب الشباب مثل موضوع السينما والتحاور معهم من قبل مثقفين ومفكرين وإعلاميين وكتاب ودعاة من مختلف أطياف المجتمع، وهذا الحوار يكون حقيقيا وواقعا وليس للمزايدات والبهجة الإعلامية، وكنت أتمنى لو تواجد عدد من المشرفين من مركز الحوار الوطني في هذا الحدث وتعرفوا على الشباب واستقطبوهم في أعمال المركز لأن هؤلاء من نريد في حوارنا الفكري وهم يمثلون عينة موجودة في المجتمع لهم حق في الاستماع إليهم وإقناعهم بوجهة النظر الإسلامية المعتدلة التي أحرص ما تحرص علية حكومة هذه البلاد التي لا يمكن أن يزايد أحد على خدمتها للدين الإسلامي العظيم وحرصها عليه، وأعجبني الشيخ علي المالكي شقيق الممثل فايز في دعوته للحوار والتعقل وهذا هو منهج ديننا الحنيف