لفت نظري مقالة كتبها بريطاني هوجابرييل ماركوتي في جريدة التايمز عقب المستوى المذهل للاعب المصري محمد أبو تريكة، إذ وصفه بأفضل لاعب في العالم لم يركل الكرة في أوروبا أو أمريكا الجنوبية، كما أنه كان أفضل وأنه لاعب من فصيلة الكبار والذي رفض كل الإغراءات للاحتراف الدولي مفضلا دراسته أولا على التفرغ للرياضة. وهنا أتوقف عند هذه الرغبة لهذا اللاعب العظيم الذي لم ينتقل للأهلي إلا بعد أن بلغ عمره 25 سنة وحصل على شهادة متقدمة في دراسته، وهنا أطرح موضوعاً في غاية الأهمية لابد أنه موجود في سجلات اتحاد كرة القدم والأندية في بلادي وهي الشهادات الدراسية للاعبينا الرياضيين، ففي حين نجد قلة قليلة جدا من يحمل الشهادة الجامعية نجد أن الغالبية يحملون أقل من الثانوية وإنما أقل من المتوسطة، هنا أدعو اتحاد الكرة لربط التسجيل في مرحلة الناشئين بالحصول على الشهادة المتوسطة، وهي الشهادة المعتمدة في نظام التعليم الإلزامي لضمان حد أدنى من القراءة والكتابة والمهارات اللازمة في الحياة، ولا يجب تجاهل أهمية التعليم لثقافة اللاعب وشهرته وكونه قدوة للناشئة خصوصا أنه سيحترف الكرة وستكون مصدر رزقه ولاتعارض بين الحصول على الشهادة الجامعية والنجومية في كرة القدم، وأمامنا أمثلة كثيرة لأطباء نجوم كسقراط وغيره، وأبوتريكة أعطى المثل للنجم العربي المسلم بأخلاقه وتعليمه وثقافته، وللأسف تكشف لنا المقابلات والتصريحات الرياضية لبعض اللاعبين بساطة في التعبير وضحالة في إيصال الفكرة وترديد الكلام بشكل ينم على ضعف واضح في التعليم والثقافة، ولعل المعلقين الرياضيين وهم يعرضون معلومات عن اللاعبين مثل العمر والطول والوزن وتاريخ الأندية التي لعب لها ومتى، أن يذكروا كذلك شهادته الدراسية لتنمية أهمية ذلك وتشجيع اللاعبين على إكمال مراحلهم الدراسية.