الصيدليات صارت أكثر من البقالات وما بين صيدلية وصيدلية صيدلية.. فهل نحن شعب مريض وهل نحن بحاجة إلى كل هذه الأدوية الهائلة وهذه المتاجرة الواضحة بالصحة.. بينما نجد الضوابط والدقة والحرص عند صرف الأدوية وفتح الصيدليات وعند آليات من يعمل بها ونوع الأدوية الموجودة.. وذلك في الدول المتقدمة، والمؤسف أن الصيدلية أصبحت سوبر ماركت تجد فيها كل ما ليس له علاقة بالصحة بل وسيلة لترويج الدعايات المضللة عن المقويات وعلاجات الأدوية غير المعتمدة وهنا نحن متفائلون كثيراً بهيئة الغذاء والدواء ونطالبها بالحزم في مراقبة هذه الصيدليات.. والحقيقة لا يخلو بيت من ثلاجة خاصة بالأدوية بعد أن كانت رفا أو رفين وذلك لكثرة استهلاك الأدوية وعدم استخدامها بشكل كامل ثم وضعها في الثلاجة لشراء دواء جديد.. وهنا أقدم اقتراحاً لأهل الخير والنبل والعطاء إيجاد ثلاجة في مسجد الحي يشرف عليها أحد جماعة المسجد من المختصين في الصحة.. وتُحدد أوقات معينة يتم فيها استقبال الفائض من الأدوية والمستلزمات الصيدلية ثم يتم صرفها للمحتاجين حيث إن بعض الأدوية تستخدم ليوم واحد بينما صلاحيتها ثلاث أو أربع سنوات وأحياناً يصرف الدكتور للمريض دواء ثم يكتشف عدم مناسبته فيتركه رغم وجود كمية كبيرة فيه وهنا سيكون فرصة للمحتاج لمراجعة صيدلية المسجد قبل أن يشتري الدواء وهذا سيساعد المحتاجين وسيتم الاستفادة من هذا الفائض الكبير من الأدوية... وبطبيعة الحال سيعترض على ذلك تجار الأدوية والتي أصبحت نوعاً من الاحتكار حيث أخبرني صديق يملك صيدلية كيف تم إغراؤه ببيع الصيدلية بمبلغ كبير جداً لمجموعة تجارية فباعها رغم حاجته لها.. وهنا أدعو وزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الشؤون الإسلامية لتبني هذا الاقتراح وليبدأ إمام المسجد وجماعته بالمبادرة في تطبيق الفكرة وإن شاء الله تكون سنة حسنة أجرها لمن عمل بها إلى يوم القيامة كما جاء في الحديث الشريف.