يسكن هاجس المواطن ومصلحته في قلب خادم الحرمين الشريفين وتدمع عينه وهو يرى أطفال الشهداء وهم أيتام فقدوا والدهم ويشعر بالحزن الشديد وهو يرى كارثة السيول التي داهمت مواطنيه والمقيمين في وطنه وهم نيام أو آمنين في بيوتهم وأعمالهم ومركباتهم في يوم إجازة وأعياد، فشتتت السيول شمل الأسرة ويتمت الأطفال وهدمت البيوت وأضحى الناس في حالة ذهول، فكان الضمير القوي لهذا الملك الإنسان حاضراً في معايشة هذه الأسر بمصابها الجلل والشعور بشعورها الحزين فكان عطاؤه الكريم بمنح مليون ريال لكل غريق شهيد وتعويض الممتلكات ودراسة ما حدث والتحقيق فيه بحزم ومسؤولية لمعاقبة المتسبب وأخذ الحق لهؤلاء المكلومين، ولكن بعد الدراسة والتأمل والتحقيق الصادق المبني على الحقيقة دون مبالغة أو ظلم إن الأربعاء الحزين هو يوم من الأيام السوداء في تاريخ الوطن حيث استشهاد قرابة 114 والعدد قابل للزيادة في مأساة سببها القصور والإهمال والجشع وحب المال وغياب الضمير حيث تخطيط مسايل السيول وبطون الأودية وبيعها على البسطاء والمساكين والتي تسمى في التراث بالجذيب حيث يأتي السيل الهادر بهدوء وبدون رعد ليجرف ما أمامه. أما مشاريع تصريف السيول فهناك تساؤلات كثيرة طالت أسماء تولت مسؤوليات في جدة ومنطقة مكة المكرمة ترددت أسماؤها بعد الكارثة ولابد أن يطولها التحقيق، كما وجه الملك الصالح بذلك وقد قصرت في عملها عن طريق المشاريع الوهمية .. وحتى المسؤول في القطاعات المالية الذي يرفض مشاريع المواطنين لمجرد الرفض رغم الحاجة الماسة فإنه مسؤول لإعاقته مصلحة المواطنين .. فشكراً أيها الوالد الحنون، ولا يلام هذا الشعب العظيم أن يعشقك ويهيم في عدلك وجهدك وإخلاصك وتجردك ووطنيتك وليسلم معك ولي عهدك والنائب الثاني.