|


د. سعود المصيبيح
كبير محرري الوكالة
2009-12-15
عرفت الأستاذ فهد العيسى منذ سنوات طويلة وأنا في طفولتي أتابع وسائل الإعلام وأشاهد هذا الإعلامي القدير يقف بجانب كل مسؤول يصرح أو يتحدث أو يفتتح مشروعا وكنت أتوق للتعرف عليه والتعامل معه... ودخلت المجال الإعلامي فأصبحت مشاهدة فهد العيسى في كل مناسبة أمرا يفرضه تواجده وحرصه وثقة المسئولين فيه.. ثم عملت في المسئولية الحكومية فكان لزاماً علي صياغة الأخبار وإجازتها فكان فهد العيسى مرجعا في أهمية الخبر ونوعيته وكذلك ترتيب كتابة أسماء المسئولين وهذه مهمة حساسة وأحياناً ينتج عنها تساؤلات واستفسارات وبالذات أثناء الاستقبالات والتوديع في المطار فإذا كان العيسى موجوداً ساعدنا في ذلك... وسعدت كثيراً وأنا أقرأ شعاعا من الماضي في سماء الحاضر الذي رواه الصحافي فهد العيسى وساعد في الإعداد والتوثيق د. المنجي محمد القردلي.. فوجدته كتاباً شاملاً ممتعاً رائعاً أنصف تجربة العيسى وسلط الضوء على جوانب كثيرة ليست عن شخصية فهد فقط وإنما عن تاريخ التنمية التي مرت بها المملكة وكان فهد العيسى أحد شهودها..
فهو صحفي دخل المهنة بالصدفة كما يقول في افتتاحية الكتاب ولم يحمل أي مؤهلات سوى العزيمة والإصرار والسعي للنجاح والتعلم والاستفادة ممن سبقوه كما يقول عنه عبدالله خياط في افتتاحية الكتاب بأنني أقول بضمير مرتاح إن الأخ فهد العيسى استطاع على امتداد السنوات التي توليت فيها رئاسة عكاظ أن يقدم لقرائها أخباراً لم تسبقه إليها رصيفاتها من الصحف بسبب جرأته في اقتحام كل موقع للحصول على الأخبار حتى اختاره الأستاذ إبراهيم العنقري ليكون المندوب المتجول لوكالة الأنباء السعودية..
الكتاب وثيقة تاريخية لرجل على أعتاب الثمانين يروى قصته ببساطة ومتعة وأريحية منذ طفولته في الدلم وختمه للقرآن الكريم ووصفه لمراجع الطفولة ومدينة الرياض وتطور مراحل حياته وعمله مع الأمراء ثم دخوله المجال الإعلامي ومقابلته للملوك والرؤساء والشخصيات السياسية الهامة مع نشره لمقابلات مهمة أجراها مع كبار المسئولين وصور جميلة مؤثرة تهز الوجدان وتلامس شغاف القلوب..
الكتاب هام جداً في المهنية الإعلامية والممارسة الصحفية وصناعة الشخصية يحتاجه كل شاب وأرى أهمية أن يتواجد في المكتبات المدرسية والجامعية والإعلامية ولايستغنى عنه أي منزل سعودي.